شربل وهبة وزيراً للخارجية في لبنان: مستشار الرئيس ومقرّب من باسيل

03 اغسطس 2020
لدى وهبة باع طويل في السلك الدبلوماسي (تويتر)
+ الخط -
وقّع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب، بعد ظهر الاثنين، مرسوم قبول استقالة الوزير ناصيف حتّي، ومرسوم تعيين السفير شربل وهبة وزيراً للخارجية، وذلك بعد لقاء ثانٍ جمع الرئيسين اليوم في قصر بعبدا.
وتولّى شربل وهبة مهام مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدبلوماسية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2017، بعد انتهاء خدمته في السلك الدبلوماسي بسبب بلوغه السن القانونية، في مسيرة اختتمها كأمين عام لوزارة الخارجية والمغتربين بالوكالة خلال الفترة بين فبراير/ شباط 2017 ويوليو/تمّوز 2017، ويعدّ من المقرّبين جداً لرئيس "التيار الوطني الحر" وصهر الرئيس عون جبران باسيل، إذ شغل وهبة منصب مدير الشؤون السياسية والقنصلية في وزارة الخارجية بين عامي 2012 و2017، ومنها أثناء تولي باسيل الوزارة عام 2014، واقترح اسمه لتولي وزارة الخارجية في الحكومة الحالية، قبل الاتفاق على ناصيف حتّي، في خطوة تؤكد مرّة جديدة أنّ الحكومة اللبنانية لم تأتِ بوزراء مستقلّين؛ بل هي استكمال للمنظومة الحاكمة نفسها، رغم أنّ نائبة رئيس "التيار الوطني" للشؤون السياسية حاولت، فور استقالة حتّي، الإشارة إلى أنه لا علم لباسيل بخطوة وزير الخارجية المستقيل ولم يحصل تنسيق معه، مشيرة إلى أنّ "كل ما يشاع خلاف ذلك هو محض افتراء"، وأن لا وزراء لـ"التيار" في الحكومة، بيد أن سيرة الوزير الجديد تقول عكس ذلك.
وعيّن وهبة سفيراً للبنان لدى فنزويلا بين عاميْ 2007 و2012، وقنصلا عاما للبنان في لوس أنجليس في الولايات المتحدة الأميركية من عام 2002 إلى عام 2007، وقنصلا عاما للبنان في مونتريال بكندا بين عامي 1995 و2000، وتنقل قبل ذلك في عدة مناصب دبلوماسية في سفارات لبنان في كل من القاهرة، لاهاي، برلين، وفي قنصلية لبنان العامة في تورونتو.
كانت لافتة السرعة القياسية لتعيين بديل عن ناصيف حتّي لوزارة الخارجية في وقتٍ كانت تتخذ هذه المسائل وقتاً أطول، نظراً للخلافات السياسية التي تترافق مع توزيع الحصص
وكان لافتاً، أولاً، السرعة القياسية لتعيين بديل عن ناصيف حتّي لوزارة الخارجية، في وقتٍ كانت تتخذ هذه المسائل وقتاً أطول، نظراً للخلافات السياسية التي تترافق مع توزيع الحصص، وكأن الطبخة معدّة سلفاً وقبل فترة، ما يؤكد إصرار الرئيسين ميشال عون وحسان دياب على تجنّب كل ما من شأنه أن يسقط الحكومة التي هي أصلاً فاقدة لثقة الناس، وثانياً، غاب وزير الخارجية المستقيل عن لقاءات قصر بعبدا، علماً أنّه من حصة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي اختاره لتولي المنصب، إذ لم يتوجه حتّي للقاء عون لشرح الأسباب التي دفعته لاتخاذ خطوة الاستقالة.
ويقول مصدر في قصر بعبدا، لـ"العربي الجديد"، إنّ السرعة في إيجاد بديل عن حتّي ترتبط بالمشاورات التي بدأت أمس فور شيوع خبر استقالة الأخير والتأكد من صحّتها، لتتسارع وتيرة الاتصالات صباح اليوم لاختيار الاسم الذي سيخلفه، "لأن لبنان أمام تحديات كبيرة ولا يحتمل أي شغور، وخصوصاً في وزارة الخارجية التي بيدها الكثير من الملفات التي عليها أن تعالجها، سواء سياسياً أو إقليمياً وصحياً حتى في ظلّ أزمة فيروس كورونا".
 ومن المعروف أنّ هذه الحقيبة هي من حصّة رئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحرّ" الذي يرأسه باسيل، والذي كان له الدور في اختيار خلف لحتّي، على الرغم من كل محاولاته نفي وجود أي دور له في حكومة حسان دياب أو تمثيل داخلها، علماً أن مدير مكتب حتّي هادي هاشم هو الآخر كان من فريق باسيل، الذي لا يزال يتعاطى مع ملفات الخارجية وكأنه الوزير الحالي لها من حيث التعيينات والقرارات.
في سياق آخر، يطل الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، مساء الأربعاء، للحديث عن آخر التطورات السياسية، في توقيت يسبق موعد النطق العلني لغرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان بالحكم في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري (قتل في 14 فبراير/شباط 2005) يوم الجمعة المقبل، والتي يُحاكم فيها غيابياً أربعة مسؤولين في "حزب الله"، هم سليم جميل عياش، أسد حسن صبرا، حسين حسن عنيسي، حسن حبيب مرعي.

 

المساهمون