إعادة ترجمة عيون الأدب العالمي تقليدٌ متأصلٌ وراسخ في الغرب لدى دور النشر العريقة. وعلى ما يبدو أنّ هذا النهج ينتقل تدريجاً إلى بعض دور النشر العربية. إذ نشر أخيراً المركز الثقافي العربي (بيروت، الدار البيضاء) ترجمةً جديدةً لرواية دوستويفسكي « مذكّرات قبو» بتوقيع المغربي أحمد الويزي .
يسوق المؤلّف عتبة استهلاليةً، تبيّن أنّ المتن السردي سيتضمن مقطعين متداخلين مثل النصل والغمد؛ الأوّل بعنوان «في قبوي»، حيث تقدّم الشخصية نفسها بنفسها، مثلما تستبطن طريقة تفكيرها، وتسعى إلى توضيح الدواعي التي ساهمت في تكوينها. ثم الثاني بعنوان «عن الثلج الذائب»، حيث تُقدّم مذكرات الشخصية، الخاصّة بأحداثٍ معيّنة، طبعت حياتها المتقلبة، ولكن من منظورٍ آخر، حيث يكون السارد ها هنا مموّهًا، كما لو كان صوتًا ثانيًا موازيًا للسارد في المقطع الأوّل. ولا يكفّ الساردان على تكرار جملة: «أنا رجل مريض ..أنا رجل شرير ..أنا بالأحرى رجلّ منفّر».
«مذكّرات قبو» بمثابة سجلّ يوميّات، لشخصٍ مريرٍ ومنعزل ورمادي. هو موظفٌ بسيطٌ محالٌ على التقاعد، يعيش في العالم السفلي لمدينة بيترسبورغ. إذ إن دوستويفسكي يصف هنا العوالم الداخلية لإنسانٍ لا يجد لنفسه موقعًا في المجتمع، فيصبّ جامّ غضبه وحقده ومخاوفه على ما حوله، انطلاقًا من مسكنه المعتم الذي يقع في قبوٍ تحت أرضي، شديد الغرابة من الناحية المعمارية، وبالغ الاختناق قياسًا إلى ما يحتاج إليه البشر.
تكمن مأساة هذا الإنسان المهان والحقود، في وعيه الشقّي، ورغبته بمستقبل أفضل، مدركًا في الآن ذاته استحالة تحقّق ذلك. بل أن حبّ «ليزا» له، وصفحها عنه، -وهي التي ما فتئ يهينها-، ظلّ يرفضه، مفضلا الانزواء في قبوه، مسجونًا في قمقم كبريائه الجريحة، وعزّة نفسه المهانة، ونزعته الشرّيرة، وسخطه، ومرارته.
وقد عدّت رواية «مذكّرات قبو»، بتأثيرها البيّن على فكر بعض الكتّاب الكبار، مثل فريدريك نيتشه وألبير كامو وفرانز كافكا وغيرهم، واحدةً من المؤلّفات الوجودية الكبرى.
يسوق المؤلّف عتبة استهلاليةً، تبيّن أنّ المتن السردي سيتضمن مقطعين متداخلين مثل النصل والغمد؛ الأوّل بعنوان «في قبوي»، حيث تقدّم الشخصية نفسها بنفسها، مثلما تستبطن طريقة تفكيرها، وتسعى إلى توضيح الدواعي التي ساهمت في تكوينها. ثم الثاني بعنوان «عن الثلج الذائب»، حيث تُقدّم مذكرات الشخصية، الخاصّة بأحداثٍ معيّنة، طبعت حياتها المتقلبة، ولكن من منظورٍ آخر، حيث يكون السارد ها هنا مموّهًا، كما لو كان صوتًا ثانيًا موازيًا للسارد في المقطع الأوّل. ولا يكفّ الساردان على تكرار جملة: «أنا رجل مريض ..أنا رجل شرير ..أنا بالأحرى رجلّ منفّر».
«مذكّرات قبو» بمثابة سجلّ يوميّات، لشخصٍ مريرٍ ومنعزل ورمادي. هو موظفٌ بسيطٌ محالٌ على التقاعد، يعيش في العالم السفلي لمدينة بيترسبورغ. إذ إن دوستويفسكي يصف هنا العوالم الداخلية لإنسانٍ لا يجد لنفسه موقعًا في المجتمع، فيصبّ جامّ غضبه وحقده ومخاوفه على ما حوله، انطلاقًا من مسكنه المعتم الذي يقع في قبوٍ تحت أرضي، شديد الغرابة من الناحية المعمارية، وبالغ الاختناق قياسًا إلى ما يحتاج إليه البشر.
تكمن مأساة هذا الإنسان المهان والحقود، في وعيه الشقّي، ورغبته بمستقبل أفضل، مدركًا في الآن ذاته استحالة تحقّق ذلك. بل أن حبّ «ليزا» له، وصفحها عنه، -وهي التي ما فتئ يهينها-، ظلّ يرفضه، مفضلا الانزواء في قبوه، مسجونًا في قمقم كبريائه الجريحة، وعزّة نفسه المهانة، ونزعته الشرّيرة، وسخطه، ومرارته.
وقد عدّت رواية «مذكّرات قبو»، بتأثيرها البيّن على فكر بعض الكتّاب الكبار، مثل فريدريك نيتشه وألبير كامو وفرانز كافكا وغيرهم، واحدةً من المؤلّفات الوجودية الكبرى.