شحنة نفط كردية تتجه لأميركا رغم تحذيرات واشنطن

25 يوليو 2014
طالباني وبرزاني يفتتحان تصدير النفط/أرشيف (سافين حامد/ أف ب-Getty)
+ الخط -

أظهرت بيانات من أقمار صناعية تتبع تحركات السفن، أن ناقلة تحمل نفطاً خاماً من إقليم كردستان شبه المستقل في شمالي العراق، باتت على بعد يومين فقط من الوصول إلى ميناء في الولايات المتحدة، رغم القلق الذي تبديه واشنطن منذ فترة طويلة بسبب مبيعات النفط المستقلة من الإقليم.

وأظهرت بيانات تتبع السفن أن الناقلة "يونايتد كالافرفتا "التي غادرت ميناء جيهان التركي في يونيو/حزيران محملة بنفط من خط الأنابيب الكردي الجديد، من المنتظر أن ترسو في ميناء جالفستون بتكساس يوم غد السبت.
وإذا تم بيع النفط الكردي لمصفاة في الولايات المتحدة، فإنه سيثير غضب بغداد التي ترى أن مثل تلك الصفقات تعد تهريباً. كما ستثير أيضاً تساؤلات بشأن التزام واشنطن بمنع مبيعات النفط من إقليم كردستان.
وأبدت واشنطن مخاوف من أن مبيعات النفط المستقلة من كردستان قد تساهم في تفتيت العراق حيث تواجه الحكومة في بغداد صعوبات في احتواء المسلحين الإسلاميين السنّة الذين سيطروا على مناطق واسعة من البلاد. لكنها تشعر أيضاً باستياء متزايد من طريقة تعامل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع الأزمة.
وتضغط واشنطن على شركات وحكومات للامتناع عن شراء النفط من حكومة إقليم كردستان لكنها لم تمنع الشركات الأميركية صراحة من شرائه.
وجددت حكومة كردستان مطالبها لإنشاء دولة مستقلة وسط أعمال العنف الدائرة في العراق. وتدهورت علاقاتها مع بغداد جراء ما تراه من دور للمالكي في إذكاء الأزمة إضافة إلى النزاع طويل الأمد بشأن مبيعات النفط.
وقال كارلوس باسكوال رئيس مكتب الطاقة التابع لوزارة الخارجية الأميركية لرويترز اليوم الخميس، إنه ليس هناك أي تغير في سياسة واشنطن تجاه مبيعات النفط الكردية المستقلة، لكنه أبدى أمله في أن تتوصل الحكومة المركزية والإقليم إلى اتفاق في الوقت المناسب. وهددت بغداد بمقاضاة أي مشتر لنفط كردستان.

وقال باسكوال بعد نقاش في مؤسسة كارنيجي: "جعلنا الناس يدركون أن أي مشتريات من نفط كردستان تنطوي على مخاطر، وأبلغناهم مراراً بذلك". وأضاف في كلمة ألقاها: "يجب أن تتوصل بغداد وأربيل إلى تفاهم بشأن كيفية إسهام تطوير تلك الموارد وتصديرها في تنمية العراق بشكل عام".

وقال إنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن هناك مخاطر بأن يصبح الصراع بين الطرفين "أكثر حدة". ولم تتمكن مصادر تجارية في تكساس ونيويورك ولندن وجنيف من تحديد هوية مشتري الشحنة التي تنقلها السفينة "يونايتد كالافرفتا".

وكانت حكومة إقليم كردستان قد حملت من ميناء جيهان التركي في نهاية شهر مايو/أيار الماضي أولى شحنات النفط الكردستاني إلى الأسواق العالمية، لكن حاوية النفط التي تحمل شحنة النفط الكردستانية أعيدت، بعدما أبحرت 200 ميل عبر المحيط الأطلسي متجهة صوب الشواطئ الأميركية، إلى ميناء جيهان مرة أخرى. ولكنها نجحت بعد ذلك في بيع شحنات إلى الأسواق العالمية. وبيعت إحدى الشحنات إلى مشتر في إسرائيل. وتسعى حكومة كردستان حالياً إلى بيع شحنتين أخريين إلى الأسواق العالمية، حسب تصريحات وزير الموارد الطبيعية آشتي هورامي بداية الشهر الحالي في لندن.

يذكر أن ناقلة تحمل شحنة من نفط كردستان العراق بيعت الشهر الماضي إلى جهات إسرائيلية بعد رسوها في ميناء عسقلان الإسرائيلي. وتشجع الحكومة الإسرائيلية استمرار إقليم كردستان في بيع النفط دون الرجوع إلى حكومة بغداد، كما تشجع استقلال الإقليم عن العراق.
وحسب وكالة بلومبيرج الأميركية، فإن الحكومة الكردستانية خفضت سعر مبيعات نفطها إلى قرابة النصف في الأسواق العالمية في سبيل الحصول على مشترين.

المساهمون