شاهد رد فعل المارة على ضرب فتاتين إحداهما محجبة

06 يوليو 2015
ما من امرأة تستحق هذا الإذلال ..وما من رجل
+ الخط -
التجربة التي يحاول رصدها كريم "شاب مصري" وفتاة في أميركا، تبين لنا أن الشفاء من بعض الأمراض الاجتماعية، مسألة  نسبية، لا يمكن أن تتحقق فيه الصفرية أبداً، فحتى البلدان التي قطعت شوطاً كبيراً في ترسيخ القيم الإنسانية الحضارية، لا تزال فيها بعض تلك الأمراض سارية المفعول، كالعنصرية والتمييز على أساس الجنس واللون والعرق والديانة وحتى الفقر والغنى.

يصور الفيديو كريم وهو يثير جدالاً مع فتاة في حديقة عامة، الفتاة في هذا المشهد ترتدي ملابس مكشوفة وشعرها ظاهر للعيان، يبدو جميع المارة حولها متحفزين ويقظين لما يدور بين الشاب والفتاة، اللذين يتحدثان الإنكليزية، وبمجرد أن يصفع كريم الفتاة على وجهها يهاجمه شابان عقاباً له عما يفعل، فيمسك أحدهم برقبته ساحباً إياه بعيداً عن الفتاة التي يتكفل الشاب الآخر بمواساتها والاطمئنان عليها بالسؤال: هل أنت بخير؟.

في المشهد الثاني، يعاود كريم والفتاة الظهور، مع بعض التعديلات الإخراجية، حيث يتكلمان هنا اللغة العربية، وترتدي الفتاة ملابس إسلامية، عباءة وغطاء على الرأس، وعلى السياق نفسه الذي جرى في المشهد الأول، يبدأ الجدال، ويتصاعد إلى صوت عال، لكن لا أحد من المارة يبدو معنياً بما يجري بينهما، يصفع كريم الفتاة مرة ومرتين وست مرات..يتوالى صوت الصفعات قاسياً على خدها، حتى تبدأ الفتاة بالبكاء، غير أن لا أحد من المارة يأبه بما يجري معها.

لم يندفع أحد لمساعدتها، لم يستهجن أحد ما يجري وكأن ما تتعرض له أمر أكثر من طبيعي، بعض من المارة اكتفى بنظرة سريعة مستهجنة، ثم تابع طريقه، آخرون تبسموا بسخرية، وبعضهم مر قرب الفتاة الباكية، وكأنها ليست موجودة أصلاً..رغم مبالغة كريم في إهانتها وتعنيفها.

أخيراً ومن بين عشرات المارة، يحدث أن يتدخل شاب بالموقف لثني كريم عما يفعله "إن ضربتها مرة ثانية سأستدعي الشرطة"، شاب وحيد شجاع، كما يصفه الفيديو الذي ينهي رسالته بالقول:" ما من امرأة من أي فئة تستحق هذا الإذلال...ولا حتى رجل".

يثير الفيديو كثيراً من الأسئلة والهواجس .. هل كان الخوف مثلاً هو ما منع المارة من التدخل؟..الخوف من ردع "إرهابي مسلم" قد ينفجر كقنبلة في الوجه؟ أم هي الطبيعة الغرائزية التي لا تقبل الدفاع إلا عمن يشبهها؟ أم هي الكراهية للآخر المختلف عنا والتي  تصير معها الفتاة مكشوفة الملابس مباحة والمتحجبة كائناً غير ذي قيمة؟...أم المعرفة العميقة للهوان الذي تعاملنا به حكوماتنا، وننظر من خلاله نحن لأنفسنا..جعل الآخرين  يروننا كائنات من الدرجة الثانية ، العنف جزء لا يتجزأ من طبيعتها ؟.




اقرأ أيضاً: ما يُمنع على النساء فعله
دلالات
المساهمون