شاب يرسم بالرصاص يوميات فلسطين ووجوهها

02 مارس 2015
حسان يرسم بأدواته البسيطة (العربي الجديد)
+ الخط -
رسوماته تتمتع بسحر اللمسات. يتقن فن الرسم على الجدران في المنازل والمدارس. كما له عدد من اللوحات التي تسرق عقل كل مَن يراها. إذ يعتمد أسلوب الرسم الثلاثي الأبعاد بطريقة تجعل الرسومات وكأنها ناطقة. هو طالب في السنة الثالثة في كلية "هندسة البناء" في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس. حسان شولي، فنان موهوب من قرية "عصيرة الشمالية"، قرب نابلس، يرسم بالحبر والرصاص على الورق. تشد انتباهه الوجوه، فيرسمها ويبدع بها. رسوماته فريدة، كما يصفها أصدقاؤه ومتابعوه، فهي نابضة بالحياة، وملونة فقط بالحبر والرصاص. 

قلم وورقة
رسم نفسه. رسم زعماء راحلين، أبرزهم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. رسم الطفولة الفلسطينية، فأبرز براءتها التي تهددها ممارسات الاحتلال الإسرائيلي. رسوماته تجسد الواقع. أدواته بسيطة، فهو لا يستخدم إلا قلم رصاص أو الحبر.
يبتعد حسان عن الألوان المائية أو الزيتية، فهو يفضّل البساطة اللمّاحة. نظّم معرضاً ضم رسوماته ولوحاته، حيث قامت جامعة النجاح الوطنية باحتضانه، وأطلقت على المعرض الذي أقيم في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، تسمية "معرض رسومات حرة: ورقة وقلم"، اشتمل على عشرات الرسومات التي خطتها ريشة الفنان حسان، والتي عبّرت بشكل لافت عن واقع الحياة الفلسطينية اليومية، ومعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وذلك عبر إبراز الملامح والأشكال والتفاصيل للشخصيات والأماكن.
يقول حسان: "أحب الرسم، وأستثمر أي وقت يتاح لي لرسم صورة من هنا أو هناك تلفت انتباهي. أحب تجسيد تعابير وجه الإنسان في هيئات متنوعة، كالفرح، الحزن، والصمت".
يدرس حسان هندسة البناء في جامعة النجاح الوطنية، التي يرى أنها تجمع بين الهندسة المدنية والمعمارية، كما يقول لـ"العربي الجديد". ويضيف: "أعمل في أيام العطل، وفي أوقات الفراغ، حيث أقوم بالرسم والتصاميم بكثافة، وأبيع بعض اللوحات المرسومة سابقاً أو التي أعدها تحت الطلب، الأمر الذي يمكّنني من مساعدة أهلي في مصاريف المنزل، ومعاونتهم بسبب ارتفاع التكاليف المعيشية بشكل كبير".

الأغاني الشعبية تساعد على الإبداع
أن يستمع الفنان للموسيقى الهادئة أثناء الرسم والتصميم وإنجاز إبداعاته أمر اعتيادي وطبيعي، لكن الغريب في الأمر الذي يكشف عنه حسان أنه يستمع للأغاني الشعبية الفلسطينية بصوت عالٍ ليبدع في عمله ورسوماته.
يؤكد حسان أن موهبته مكّنته من تجسيد الواقع الفلسطيني، حيث تساهم الرسومات في التعبير عن معاناة هذا الشعب. يطمح أن يحصل يوماً ما على وظيفة في مجال تخصصه، يعتاش منها ويطور نفسه فيها كفنان، رافضاً أن يكون الرسم مهنة يتكسّب منها بل يريدها أن تبقى هواية يمارسها في أوقات فراغه، "فمهنة الرسم لا تسمن ولا تغني من جوع"، كما يقول. ويشير إلى أنه مع اتجاه الوضع الاقتصادي نحو التأزم، وارتفاع نسبة البطالة، وبلوغها 26%، والتي من المرشح ازديادها، وفي ظل الغلاء الفاحش، يصبح من المستحيل تأمين لقمة العيش دون الحصول على وظيفة ومدخول ثابتين. كما يحلم حسان بامتلاك مكتب أو شركة هندسية، ليساعد والده في إعالة أسرته المكونة من ثلاثة أبناء وابنة واحدة.

الفن أولويّة
على صفحته الفايسبوكية المخصصة لعرض رسوماته والتي أنشاها في العام 2012، يعرّف حسان عن نفسه ببساطة تشبه المواد الأولية لرسوماته: "اسمي حسان شولي، أعيش في قرية عصيرة، في نابلس، في فلسطين، أرغب في أن يشاهد الكثيرون رسوماتي عن يوميات فلسطين. عمري 21 عاماً، وأرسم بالحبر والرصاص منذ كان عمري ست سنوات. لم أذهب يوماً إلى معهد للرسم، ولم أتلقَّ أي دروس في فن الرسم. أنا فقط لديّ موهبة، وأحب أن أظهرها. يمكنكم مساندتي عبر تقديم النصائح لي لكي أصقل موهبتي".
ويقول شولي: "هناك عدد قليل من الأشياء التي أعتبرها أولوية، الناس المبدعون، الموسيقى، الكتابة، الأفلام، والكتابة على الجدران، والمغامرات، والحفاظ على الرشاقة... والفن".

إقرأ أيضاً: مصر تعوم على الخدعة: من البورصات إلى العقارات
المساهمون