بدأ حلم أبو عليان بعد أن أنهى دراسته في كلية الصيدلة التي تخرج فيها كأخصائي طب مخبري، والتي أضاف إليها دراسة هندسة المعدات، قبل وضع حجر الأساس لمصنعه، وهو يعتمد في إنتاج الزيوت على آلة خاصة صممها بنفسه بعد أن فشلت محاولاته الكثيرة لجلبها من الخارج عبر معابر قطاع غزة بسبب رفض الاحتلال دخولها لـ"دواعٍ أمنية" في ظل الحصار المتواصل لقطاع غزة منذ أكثر من 12 سنة.
يقول أبو عليان لـ"العربي الجديد": "بدأت أطور مهاراتي وأجمع معلومات عن الجهاز قبل البدء بتصميمه، وكان كثيرون من حولي يشككون في قدرتي على تصميمه، لكني بفضل الله، ثم إصراري، نجحت في تصميمه وبدأت استخدامه في استخلاص زيوت النباتات".
ووصف الشاب الفلسطيني الجهاز وتكوينه وآلية عمله: "الجهاز عبارة عن مكثف للماء، ونظام تبريد وضخ، وجهاز ضغط طنجرة لضغط الأعشاب بالماء حتى يخرج بخارها المحمل بالزيوت العطرية، وإلى جواره جهاز ثان لطحن بذور النباتات، يشبه آلة الطحن التي تستخدم في المطاعم، لكني قمت بتطويرها وتصميم شفرات خاصة بها، لاستخدامها في طحن جميع أنواع البذور التي أستخدمها كمستخلصات طبية".
وأوضح أن مبدأ "الحاجة أم الاختراع" كان وراء اجتهاده لتصميم الجهاز، فضلا عن تجهيز المعمل الخاص لاستخلاص الزيوت الذي تولى العمل على كل تفاصيله بنفسه، كما لم يكتف بتصميم الآلات بل قام بزراعة قطعة أرض بالنباتات والأعشاب التي يحتاجها لاستخلاص الزيوت.
ومن بين النباتات التي يزرعها "الزعتر والنعناع والميرمية والجرجير والبصل والكرافس وأنواع من الصبار" وغيرها، ويؤكد أبو عليان أنّ معمله قادر على إنتاج زيوت الخروع والسمسم والمورينجا والنعناع والمرمية وغيرها، موضحاً أن هذه الزيوت تستخدم في علاج كثير من الأمراض، وكمسكنات للآلام، وتحسين البشرة.
وجدير بالذكر أنّ قطاع غزة غني بالنباتات العطرية والطبية، وكثير من النباتات البرية التي يمكن استخدامها طبيا.