يقول سيار، وهو متخصص بالكهرباء الصناعية، إنّ "المحرق الشمسي اختراع قديم، لكن لم تصنعه أي شركة أو ورشة في بلادنا، لدينا حاجة كبيرة له، اليوم، في ريف دمشق والعديد من المناطق الأخرى للطبخ وتقطير مياه الشرب، كما يمكن استغلال أشعة الشمس في طبخ المواد القابلة للتخزين مثل المربيات والخضراوات".
وكانت فكرة صنع الطباخ قد راودت مجد بعد أن رأى امرأة يمنية تستخدمه للطبخ في محافظة (إب) في رحلة سابقة له إلى اليمن، يقول "صنعت النسخة الأولى منه من مواد متوفرة محلياً وهي صاج وحديد ومحرك 12 فولت ومرايا وسيليكون، مع العلم أنه يمكن استبدال المرايا بستانلس عاكس بشكل جيد أو كروم".
ويضيف: "حين أنهيت، أقنعت صاحب محل لبيع الفول والحمص بتجريبه خاصة أنه يصرف مبلغاً يومياً لا بأس به لسلق الفول والحمص، وبعد أن وضع القدر عليه لأول مرة فوجئ أنه بدأ بالغليان بسرعة فانهال ضاحكاً. يؤمن المحرق حرارة عالية جداً يمكن استخدامها حتى للقلي".
وبعد تجريب النسخة الأولى عمل سيار على تحسين مواصفات طباخه المحلي، كميل القدر الذي حاول أن يبقيه ثابتاً فيما يتحرك القرص، وتطوير الطباخ ليتتبع الشمس دون الحاجة للوقوف بجانبه، يقول: "لتحريك القرص قمت بالاستعانة بدارة تتبع ضوئي تتألف من حساسين ضوئيين ومحركين ستلايت، ومحرك مساحة البلور في السيارة لتحريكه شرقاً وغرباً".
يؤكد سيار أن "الطباخ يعطي الفائدة المثالية له، في هذا الوقت من العام، حيث ترتفع درجة الحرارة في ريف دمشق وتسطع الشمس بقوة لساعات طويلة، كما يمكن الاستفادة منه حتى في فصل الشتاء، خاصة إذا وضع في مكان غير معرض لسرعة الرياح، وفي هذه الحالة يمكن الاستفادة من ثلث طاقته نسبة لبرودة الجو التي تساهم في التبريد، بينما يقوم المحرق بالتسخين".
ويلفت سيار إلى أهمية الاستثمار في الطاقة البديلة والنظيفة لتعويض نقص موارد الطاقة لدى السوريين في الوقت الحالي والمستقبل القريب، يقول "مثلاً استخدام واحد من هذه الألواح على سطح بناء يؤمن لجميع سكانه حرارة الطبخ لمدة 9 ساعات يومياً في الصيف، أتمنى من المعنيين ومن يستطيع الترويج لاستخدامه في المخيمات، إذ يمكن أن ينفذ هذا العمل الحدادون وصانعو المدافئ والمداخن، وسيسهل عليهم لفه وتلحيمه. حتى اليوم تجارب استغلال الطاقة البديلة في سورية لا تزال محدودة، أعتقد أن أنجحها كانت تلك المرتبطة بالزراعة والتربية الحيوانية، ﻷن المزارع يمكن أن يستخرج الغاز من روث البقر ويشغل فيه مضخات المياه لريّ المزروعات، وهذا له مستقبل في سورية بما أننا بلد زراعي أصلاً".
وبعد نجاح تجربة الطباخ الشمسي، يعمل سيار اليوم على قوة لوح الطاقة الشمسية وزيادة فعاليته، يقول "أحتاج بعض الوقت لرسم هذه الأفكار من خلال الكمبيوتر ثم تطبيقها، أبحث أيضاً عن وسيلة لإيصال حرارة الطاقة الشمسية إلى المنزل باستخدام مضخة زيت تعمل على 12 فولتاً ومتوفرة عندنا، وذلك بهدف تسخين مياه المنزل في الشتاء".