شائعات تهزّ تركيا: الحكومة تسعى للانقضاض على أنصار غولن

14 ديسمبر 2014
أردوغان وغولن من حلفاء إلى أعداء (أوزان كوسي/فرانس برس)
+ الخط -
أثارت بعض الشائعات عن نية الحكومة التركية شنّ حملة اعتقالات بحق مناصري "حركة الخدمة"، تطال 150 صحافياً، نقاشاً حاداً في الوسط السياسي التركي، وفتحت فصلاً جديداً في المعركة التي يقودها حزب "العدالة والتنمية" ضد الحركة. وتفاقمت الشائعات مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى على عملية "17 ـ 25 ديسمبر/كانون الأول 2013"، والتي طالت أربعة وزراء ورجال أعمال، مقرّبين من الحكومة التركية، بما في ذلك ابن رئيس الحكومة حينها رئيس الجمهورية الحالي رجب طيب أردوغان.


وكان الحساب الذي يحمل الاسم المستعار "فؤاد أفين"، أطلق تغريدة على موقع "تويتر"، أكد فيها أن "الحكومة تخطط لحملة اعتقالات واسعة في صفوف مناصري حركة الخدمة، التابعة للداعية الديني فتح الله غولن، والتي تُطلق عليها الحكومة اسم الكيان الموازي".

وبحسب أفين، فإنه "كان من المفترض أن تطال الحملة المقررة يوم الجمعة، 150 شخصاً من أتباع غولن، من بينهم عدد من الصحافيين ورئيس تحرير جريدة زمان التركية، التابعة للحركة أكرم دومانلي". ولاحقاً، نشر أفين تغريدة، جاء فيها أن "الحكومة ألغت العملية بعد تسريب الخبر".

وكان الحساب نفسه، قد سرّب في وقت سابق من العام الحالي، خبر عملية الاعتقال التي طالت مجموعة من ضباط الشرطة المقرّبين من الحركة، في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب الفائتين، قبل 24 ساعة من عملية الاعتقال، التي تمت بتهمة "التجسس والتنصت غير القانوني ومحاولة الانقلاب على الحكومة".

ودعا غولن أنصاره إلى الهدوء والصبر، بعد أن تدفق المئات إلى مقرّ صحيفة "زمان" للتضامن معها، وتوجّه عدد منهم إلى القصر العدلي، في منطقة جاغليان في إسطنبول، من أجل الاستفسار عن صحة هذه الشائعات، وذكرت مصادر إعلامية، أن "المدعين في القصر العدلي أكدوا لهم أنه ليس لديهم أي علم بمثل هكذا حملة".

وتوعّد غولن كل من يقوم بمثل هذه العمليات، بالردّ مستقبلاً، وذلك في شريط فيديو نشره موقع "هيركول" الإلكتروني. ولفت غولن، إلى أن "مثل هذه العمليات، إنما هي عمليات إدراكية تستهدف نفسية الناس، لكنهم (الحكومة) لا يعرفون أنه عندما تحصل هذه العمليات، يُصبح الناس أكثر قوة". من جانبه، اعتبر أردوغان، أن "الحملات التي نفّذتها حركة الخدمة (الكيان الموازي بحسب الحكومة)، ضد الحكومة التركية في السنة ونصف السنة الأخيرة، لم تستهدفني شخصياً وحسب، بل استهدفت تركيا الحديثة".

واتهم أردوغان خلال كلمته "حركة الخدمة" بالوقوف وراء العملية التي تمت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وطالت مقربين منه. وأشار إلى أن "العملية كانت بمثابة انقلاب واضح من الحركة على حكومته ليس إلا، لأن الحركة كانت تخطط لاعتقالي شخصياً، كما كانت قد جهزت قائمة بأسماء الوزراء الذين سيخلفون حكومتي، في حال نجح الانقلاب"، على حد تعبيره.

وجاء ذلك خلال لقاء أردوغان مع وفد من "اتحاد الغرف والبورصات التركية"، في القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة، يوم الجمعة، وأكد أن هجمات "الكيان الموازي" ما تزال تدار بشكل ممنهج للغاية، وهدفها تقويض الدولة واسقاط الحكومة، متهماً ما أطلق عليه "دولة تقع جنوب تركيا"، من دون ذكر اسمها، بدعم الحركة واستخدامها كأداة. ولفت إلى أن "المعارضة التركية دعمت الحركة، وأن الحركة تلقت أيضا دعماً من رجال أعمال، وإعلاميين، وسياسيين".
وتصف الحكومة التركية جماعة غولن، المقيم في الولايات المتحدة بـ"الكيان الموازي"، الذي تتهمه بالتغلغل في سلكَي الشرطة والقضاء، والوقوف وراء حملة الاعتقالات التي شهدتها تركيا في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2013، بذريعة مكافحة الفساد، وطالت أبناء وزراء ورجال أعمال ومسؤولين أتراك، أخلي سبيلهم لاحقاً بعد قرار المحكمة المعنية بإسقاط تهم الفساد عنهم.

المساهمون