سينما مصر..تنافس، نجاح، وفشل

26 فبراير 2015
فيلم "هزّ وسط البلد" (العربي الجديد)
+ الخط -
شهد الموسم السينمائي المصري تنافس سبعة أفلام شارك فيها نجوم كبار وشباب، لكن لم تلتفت الأنظار إلى أيّ منهم بشكل كبير أو ملحوظ، بسبب عوامل عديدة تضافرت لإفشالهم، أوّلها الحالة السياسية غير المستقرة، وعدم توافد المشاهدين على دور العرض، في ظل الخوف من الإرهاب الذي قد يُهاجمهم بقنابله.

وقد لجأ صنّاع هذه الأفلام إلى فرض سرية كاملة حول التصوير، ما منع دخول صحافيين أو قنوات فضائية إلى استوديوهاتهم، وهو ما تسبب في قتل التشويق الذي يسود عادةً، إذ تسهم الدعاية، بشكل كبير، في تحفيز الجمهور الذي ينتظر مشاهدة الإنتاج بفارغ الصبر.

ومن الأسباب التي ساهمت في إطاحة تحقيق الإيرادات المطلوبة هي القرصنة، فقد تسربت بعض الأفلام عبر شبكة الإنترنت أيضاً، عبر طرحها من قبل بعض القنوات الفضائية مجهولة الهوية، وهو ما سهّل عملية مشاهدتها في المنزل من دون أخطار الذهاب إلى دور العرض وتوفيراً لسعر التذكرة.

بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد، حتى الآن، قانون يُجرّم فعل القرصنة أو يُتيح القضاء عليها، رغم عقد غرفة صناعة السينما العديد من الاجتماعات مع السينمائيين، للقضاء على هذه الظاهرة، باعتبار السينما تمثل صناعة أولية ودخلاً قومياً أساسياً للاقتصاد المصري. لكن لم تسفر عن هذه الاجتماعات أي نتائج فعّالة حتى الآن، كما كانت القرصنة موضوع نقاش مستشارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، فايزة أبوالنجا، في اجتماعها الأخير مع بعض صناع السينما.


وفي جولة على دور العرض، لرصد إيرادات أفلام منتصف العام الجاري، تبيّن أن الفنان الكوميدي، محمد هنيدي، تصدّر الإيرادات بفيلمه "يوم مالوش لازمة" مع هالة فاخر وروبي، محققاً المركز الأول على منافسيه، بإجمالي إيرادات وصلت إلى 7 ملايين جنيه. وقد عاد هنيدي بهذا الفيلم إلى الساحة السينمائية بعد غياب ثلاثة أعوام، منذ تقديمه فيلمه "تيتة رهيبة" مع الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، ولم يحقق هذا العمل أيضاً إيرادات كبيرة، وهو ما استدعى إعادة هنيدي حساباته السينمائية مجدداً في محاولةٍ للعودة، لتتصدر أفلامه شباك التذاكر.

واحتل المركز الثاني، بإيرادات وصلت إلى حوالى 4 ملايين جنيه، فيلم "أسوار القمر" للفنانين منى زكي وعمرو سعد وآسر ياسين والمخرج طارق العريان. وجاء طرح الفيلم بعد تأجيل استمر حوالى خمس سنوات للظروف غير المستقرة التي كانت تمر بها مصر، بالإضافة إلى تكلفة الفيلم العالية إنتاجياً.

أما المركز الثالث، فكان لفيلم "ريجاتا" للفنانين إلهام شاهين وعمرو سعد ومحمود حميدة، حيث لم تتجاوز إيرادات الفيلم حاجز المليوني جنيه، وهو ما كان غير متوقع، خاصة مع استخدام صناع الفيلم لبرومو مثير وألفاظ "خادشة للحياء"، في اعتقاد منهم بأن هذه التوابل سوف تجذب الجمهور إلى دور العرض، فخاب ظنهم.

ويبدو أن هذا الموسم هو موسم إخفاق إلهام شاهين، حيث لم يحقق فيلمها الثاني "هز وسط البلد" سوى إيرادات لم تتجاوز النصف مليون جنيه، ما جعلها تحتل المركز السابع، أمرٌ شكّل خسارة كبيرة لها، كونها منتجة الفيلم. وقد تدفع هذه الخسارة إلهام شاهين إلى الابتعاد عن الإنتاج لفترة، حتى تستقر الدولة أولاً، لينعكس ذلك الاستقرار على الصناعة السينمائية.


وجاء في المركز الرابع، فيلم "خطة بديلة"، من بطولة خالد النبوي وتيم الحسن، حيث حقق في أول أسبوع من عرضه إيرادات وصلت إلى ربع مليون جنيه، وأكّد مخرج الفيلم أحمد عبدالباسط أن الإيرادات الهزيلة للفيلم كانت بسبب خالد النبوي، حيث قال إن عرض الفيلم كان مقرراً في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، إلا أن خالد رفض استكمال تصوير مشاهده إلا بعد حذف مشاهد لتيم الحسن وعزت أبوعوف، وإعادة المونتاج من جديد، ما أدى إلى تعطيل طرح الفيلم، فلجأ إلى القضاء المصري للحصول على حقه، وأقام دعوى قضائية على خالد لسبب آخر، وهو أن خالد حصل على كافة مستحقاته عن الفيلم، وفي الوقت نفسه لم يستكمل تصوير كافة مشاهده، وهو ما جعل المخرج يتهم خالد بالنصب أمام القضاء.

وجاءت خطوة اللجوء إلى القضاء بعدما فشلت كل الطرق السلمية بين المخرج وخالد النبوي، حيث لجأ المخرج إلى نقابة المهن السينمائية، وإلى نقابة الممثلين أيضاً، وحددت النقابتان جلسة لمحاولة الوصول إلى حل، إلّا أن خالد تهرّب دائماً من الرد على هاتفه للهروب من الموعد المحدد، كما قال مخرج الفيلم. تلاه في المركز الخامس فيلم "بتوقيت القاهرة" للنجم نور الشريف الذي عاد من خلاله للسينما، بعد غياب طويل استمر ست سنوات، منذ آخر أفلامه "مسجون ترانزيت". وحقق الفيلم إيرادات قليلة أيضاً، لطرحه في توقيت غير مناسب.

وعاد نور الشريف بهذا الفيلم مع النجمة ميرفت أمين التي سبق وشاركها في سلسلة من الأفلام الموثّقة في تاريخ السينما المصرية. وبإيرادات ضعيفة للغاية، أتى الفنان محمود حميدة في المركز السادس، لم تتجاوز حاجز المليون جنيه، بفيلمه "قط وفار" الذي شارك في بطولته مع الفنانة السورية سوزان نجم الدين ومحمد فراج وسوسن بدر، والعمل من إخراج تامر محسن.

شكّل هذا الفيلم العودة السينمائية لمحمود حميدة من خلال الكاتب المصري وحيد حامد، وهي ثاني تجربة له مع حميدة، بعد أن سبق وتعاونا معاً من خلال فيلم "احكي يا شهرزاد". وبإيرادات قريبة من إيرادات فيلم "القط والفار"، جاءت إيرادات فيلم "القط" للفنان عمرو واكد.

وتضافرت عوامل عديدة لتحقيق هذا العمل هذه المبالغ التي تُصنّف كقليلة، حيث تم طرحه على بعض القنوات الفضائية بعد طرحه في دور العرض بحوالي ثلاثة أيام، كما تم تسريبه مع طرحه في أول يوم على بعض مواقع الإنترنت، وهو ما دفع بطل الفيلم عمرو واكد إلى دعوة جمهوره من خلال صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى مشاهدة الفيلم في دور العرض، لأن "السينما تنهار"، ولكن لم يشفع صوت عمرو واكد في جذب الجمهور إلى دور العرض، وذلك بشهادة الأرقام الهزيلة التي حققها الفيلم حتى اليوم.

إقرأ أيضاً: قنوات مجهولة.. واستغلال لأسماء النجوم
المساهمون