سينما لشباب عين الحلوة

18 مايو 2015
يهدف النادي إلى إحياء القضية الفلسطينية لدى الشباب(فرانس برس)
+ الخط -

تعمل مجموعة شبابية، من مركز التضامن الاجتماعي في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، جنوب لبنان، على تعزيز حضور السينما في المخيم، من خلال فكرة جديدة تتمثل في تأسيس نادٍ للسينما يستهدف فئة الشباب على وجه الخصوص.

وتقول منسقة "برنامج نادي السينما" سارة مصطفى: "عروضاتنا في مايو/ أيار الجاري، الشهر الذي يمثل ذكرى النكبة عام 1948، ستتمحور حول هذه الذكرى وغيرها من المناسبات الوطنية. وتهدف الأفلام إلى توعية الجمهور، خصوصاً أنّ كثراً من الأطفال يجهلون معنى النكبة ويوم الأرض وسواهما".

تضيف: "تمكنّا منذ بداية العام الجاري من تعميم فكرة الأمان الموجود داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، والوحدة الوطنية التي بإمكاننا الوصول إليها على المدى الطويل. كما نعلّم أطفالنا الاندماج بعضهم مع بعض، بإلفة ومحبة، ليكبروا وهم يحملون القضية الفلسطينية، ويدركون مفاهيمها الصحيحة وأبعادها الكاملة".

وتتابع: "واجهتنا صعوبات في البداية، عندما طرحنا إنشاء سينما في المخيم. لكننا تجاوزنا الأمر بعدما أكدنا للجميع أنّ السينما التي نريدها هي من أجل القضية الفلسطينية. فنحن لا نستطيع أن نحمل السلاح لنحارب، مع أنّ المسافة التي تفصلنا عن بلادنا قصيرة. لكن من أضعف الإيمان أن نوجه أطفالنا كي لا تُنسى هذه القضية على مرّ السنين، ونبقى متمسكين بها، والتأكيد على أنّ لدينا بلداً وسنعود إليه".

تأسس النادي المسمّى "نادي السينما الثقافي الفلسطيني" في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي. وهو ناد يهدف إلى عرض الأفلام للجمهور من الشباب مجاناً. وهي أفلام متخصصة بموضوع واحد، فلسطين وقضاياها الوطنية.

وفي العروض الأولى داخل مركز التضامن، لاقت الفكرة إقبالاً محدوداً تمثل في حضور 25 شخصاً. تقول مصطفى: "الشارع لم يتقبل يومها الفكرة بالشكل المطلوب. مع أنّ الفيلم الذي عرضناه كان هادفاً، يعكس قضية مناضلات فلسطينيات في سجون الاحتلال، وما يتعرضن له من اضطهاد داخل السجن، وبعد خروجهن".

لكنّ النادي قرر تغيير استراتيجيته، من خلال تنظيم عروض متنقلة بين المؤسسات التربوية. وسيعرض في هذا الشهر بالذات ثلاثة أفلام، أولها فيلم "حكاية مفتاح"، وهو فيلم فلسطيني للأطفال يشرح النكبة بالتفصيل.

من جهته، يقول منسق برنامج عرض الأفلام مع المؤسسات التربوية محمد أبو سالم، وهو طالب هندسة نفط: "العروض السابقة تضمنت فيلمين فلسطينيين، الأول "عمر" للمخرج هاني أبو أسعد الذي يتطرق إلى جدار الفصل في الضفة الغربية، والثاني "لمّا شفتك"، من إخراج آن ماري جاسر، والذي يتمحور حول قصة عائلة فلسطينية هجّرت من فلسطين وعاشت في المخيمات". ويتابع: "نهدف من هذه الأفلام إلى إيصال رسالة للعالم بأنّ لدينا خط عودة، ولا نريد أن نصل إلى الهدف الذي يريده العدو الصهيوني من أنّ الكبار يموتون والصغار ينسون. نريد أن نعرّف العالم بأجمعه أنّ لدينا قضية، والعالم العربي بشكل خاص، لأنه متخاذل جزئياً أو كلياً بحق الشعب الفلسطيني".

وعن دورة عرض الأفلام الحالية، يقول: "سنستمر في عرضنا للأفلام الوطنية طوال هذا الشهر، وستكون العروض متنقلة، وبمشاركة الأشخاص الذين أحبوا الفكرة، وشجعونا عليها".
يضيف: "عدا العروض السينمائية، ننظم في شهر ذكرى النكبة، عدة أنشطة في المخيم. ومن بينها رسم خريطة فلسطين على الحائط. وعلى هذه الخريطة سيحدد كل طفل بلدته، فقد لاحظنا من خلال سؤالنا للأطفال عن بلداتهم الفلسطينية، أنّهم لا يعرفونها، بل أعلنوا أنّهم من مخيم عين الحلوة. أي أنّ المخيم صار وطناً بالنسبة لهم. وكذلك، تضم الأنشطة شهادة حقيقية يرويها مسنّ فلسطيني عاصر النكبة وهجّر إلى لبنان عام 1948، سيروي فيها للأطفال والشباب ما فعله الصهاينة بالشعب الفلسطيني من تقتيل وتهجير، وسلب لأراضيهم وطرد منها. ومن الأنشطة كذلك تعليق جدارية يكتب عليها الأولاد ما يعبر عن شعورهم حيال النكبة، وذكراها".

اقرأ أيضاً: "خطوة" لشباب المخيمات الفلسطينيّة