في وقت لاحق من العام الجاري، سوف تنشر رواية "غير القابلين للانفصال" Les inséparables للمفكرة الفرنسية سيمون دي بوفوار (1908-1986) التي كتبتها عام 1954 عن الصداقة المأساوية التي جمعتها برفيقة دراستها الثانوية إليزابيث (زازا) التي توفيت وهي في عمر الـ 21 عاماً بالتهاب في الدماغ.
الرواية وُصفت بأنها كانت "حميمة للغاية"، حتى أنه لم يكن من الممكن نشرها في حياة المفكرة النسوية، لكن ابنتها بالتبني سيلفي لو بون دي بوفوار (1941) أخرجتها من أرشيف والدتها وأعدتها وكتبت لها المقدمة.
تصدر الرواية في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل عن دور "ليرن" الفرنسية و"فينتاج" البريطانية و"إكو" الأميركية، وقد حررت النسخة الأصل شارلوت نايت أحد أهم الأسماء في التحرير الأدبي اليوم والتي وصفتها بأنها "رواية مؤثرة عن الصداقة الأنثوية".
من جهته، وصفت المحررة موضوع القصة بأنه "الصداقة بين امرأتين تكافحان ضد الأفكار التقليدية لما يجب أن تكون عليه المرأة في أوائل القرن العشرين في باريس: الالتزام، والطاعة، وأن تلتزم المرأة بمن حولها وتلقي باهتماماتها وشغفها الشخصي جانباً"، واعتبرت أن هذه الصداقة مع زازا كانت تأسيسية في شخصية صاحب "الجنس الثاني" و"شكلت، من نواح عديدة، المرأة التي ستصبح بوفوار، وبينما تحررت بوفوار لم تجد زازا مخرجًا على الإطلاق ورحلت باكراً".
وكانت بوفوار قد أتت على ذكر الرواية في مذكراتها، وقالت إنها عندما عرضتها على جان بول سارتر، لم يشجعها على نشرها، مبيّنة إنها كانت متفقة معه من حيث شعرت أن القصة لم يكن لها ضرورة وستفشل في جذب اهتمام القارئ.
قرأت لوبون دي بوفوار المخطوطة لأول مرة في عام 1986، بعد وفاة بوفوار بوقت قصير، وكانت تنوي نشرها، ولكن "أولويات النشر الأخرى وقفت في طريقها"، وبينت في مقابلة معها نشرتها "نيويورك تايمز" أن صاحبة "الجنس الثاني" قد تخلصت من بعض الأعمال التي كانت غير راضية عنها، ولم تدمر هذه.