سيمون أسمر... صانع النجوم يشتكي من جحود الفنانين

13 نوفمبر 2017
سيمون أسمر (العربي الجديد)
+ الخط -
بعد سنوات على غيابه عن البرامج التلفزيونية، وأزمته المالية التي أدت إلى سجنه، ثم إطلاق سراحه، أطل المخرج اللبناني، سيمون أسمر، في برنامج تلفزيوني كاشفًا، عن حقائق جديدة، تعود لأكثر من 35 عاماً. حضر صانع أشهر نجوم العالم العربي، بالذاكرة إلى "استديو الفن"، البرنامج الشهير، وبدايات رسمت تاريخًا لواحد من أشهر المخرجين اللبنانيين.

لا يستسلم سيمون أسمر في رده على الإجابات التي حاولت الإيقاع به. لكن الرجل السبعيني بدا متماسكاً جداً، لم يرفض الإجابة على أي سؤال، ولم يوفر تفاصيل واعترافات جديدة، كسرت نمط الحوارات التقليدية، وخرجت بحقائق جديدة، عن حياة أبرز مشاهير الغناء في لبنان والعالم العربي.

يعترف سيمون أسمر، بداية، بأن لا وجود للدولة، التي تحترم مبدعيها، خصوصاً بعد الأزمة التي عصفت به قبل سنوات، واتهم بها بجريمة قتل لم يأت على ذكرها، واكتفى بحكاية "شيكات" بلا رصيد أدت إلى دخوله السجن. ديون ومبالغ كبيرة جداً، لم يستطع سدادها، خصوصاً بعد الأزمات الأمنية والسياسية التي عصفت في لبنان منذ سنوات، ما قلل من توافد السيّاح، وشل البلد، والمرافق السياحية، والمطاعم.

سيمون أسمر الذي تحدث عن بداياته في تلفزيون لبنان في ستينيات القرن الماضي، قال إنه كان يمسح الغبار، وهو يتابع دراسته الإخراج في العاصمة الفرنسية في باريس، لكنه لم يحصل على الشهادة بعدما اكتشف تلفزيون لبنان موهبته وجعله مخرجاً وتصدر اسمه الشاشة الصغيرة. من هنا بنى شهرته، في وقت قلّ فيه المخرجون ومحطات التلفزة في العالم العربي، وكان له ما أراد، وحاول على الرغم من الحرب اللبنانية أن يتصدى للفشل، وتخطى النجاح عبر مجموعة من الفنانين الذي أطلوا كمواهب في برنامجه "استديو الفن"، وتحولوا مع الوقت إلى نجوم. لم يجد الزمن بمنافسين لهم حتى اليوم، كان واضحاً أن سيمون أسمر يريد توجيه رسائل لبعض الفنانين الذين صنعهم وتنكروا له، لا يقتصر النكران، على الاهتمام أو السؤال المعنوي. بل يصل أحياناً إلى الواجب المالي، يؤكد سيمون أسمر أن كثيراً من المغنين يبيعون الكلام على الهواء.

ورد على الفنانة، نوال الزغبي، الذي مهد لها طريق النجومية عام 1992 بالقول إن نوال الزغبي لا تتذكر فضله إلا على التلفزيون وفي المقابلات الفنية. واستكثرت أن تتصل به بعد أزمته ودخوله السجن للاطمئنان شخصياً، وليس من خلال البرامج. وكذلك تناول سيمون أسمر الفنان راغب علامة الذي ذكره ببداياته، وقال إن راغب علامة كان يستعير سيارة أسمر للذهاب إلى حفل يحييه. وكذَّب أسمر الفنان راغب علامة الذي قال في مقابلة، إن والدته باعت قطعة أرض كي يسافر إلى باريس ويعمل هناك، وردّ أسمر أنه هو من كان وراء سفر علامة إلى فرنسا، والعمل هناك، وهو من تدبر له ثمن بطاقة السفر.

الفنانتان أصالة نصري ونجوى كرم اللتان اعترف مخرج استديو الفن، بأنه لم يقف إلى جانبهما في بداياتهما الفنية كما باقي الفنانين، وقفتا معه مواقف مشرفة. وثبت ذلك عبر تسجيلين عرضهما البرنامج في الحلقة نفسها، فتحدثت كرم عن فرادة سيمون أسمر، ونصحه ورؤيته الصعبة والحقيقية للنجومية. وكذلك تحدثت أصالة عن اهتمام سيمون أسمر ونصائحه التي ساعدتها في البدايات، والتي لا يمكن إلا الاعتراف بها، نظراً لحرفية المخرج العالية في كل شيء يتعلق بعالم الأضواء والمسرح والبرامج التلفزيونية التي حملت كثيراً من المغنين إلى الصفوف الأولى.

سيمون أسمر الذي بدا متماسكاً أطلّ قبل يومين، في لجنة تحكيم برنامج "ديو المشاهير"، وهي اللجنة الصورية للحكم على عرض غنائي لمشتركين غير محترفين في سبيل جمع المال، ومنحه لمؤسسات خيرية، يعود متسلحاً على الرغم من أخطائه، بثقة نادرة قد تعيده إلى عالم التلفزيون، وتفتح أمامه فرصة جديدة لمخرج ساهم في رسم خريطة الفن العربي من السبعينيات وحتى اليوم.




المساهمون