سيسيليا بييري: شناشيل بغداد المفقودة

01 ابريل 2016
شناشيل بغداد القديمة/ 2008 (تصوير: علي السعدي)
+ الخط -
تلقي أستاذة التاريخ الحضري والباحثة المعمارية الفرنسية، سيسيليا بييري، محاضرةً بعنوان "بغداد: إنشاء عاصمة حديثة"، والتي تقدّم من خلالها كتابها الجدبد في "المركز العربي للعمارة"، في بيروت في السادس من الشهر الجاري.

الكتاب يحمل العنوان نفسه، ويستعرض التاريخ العمراني لبغداد ما بين العامين 1914 و1960، وهو ليس الكتاب الأول الذي تضعه الباحثة حول بغداد التي تخصّصت فيها، إذ قدّمت حولها عدّة مؤلّفات من بينها "بغداد الفنون التزيينية" (2008)، و"بغداد عصر النهضة: الفن المعاصر في العراق" (2003)، و"جمنازيوم لو كوربوزييه في بغداد" (2014).

إحدى الزويا التي تبحث فيها بييري هي علاقة الفن بالسلطة في العراق، وترى أن الجدران كانت تشكل إرثاً بصرياً من ثورة 1958، وتتطّرق إلى حضور الفن في فضاء المكان، مستعيدةً عملَي فائق حسن الموزاييكي في ساحة "الطيران"، وعملاً للمعماري قحطان مدفعي من بدايات الستينيات في الكاظمية، وتستعيد أيضاً تاريخ متحف الفنون في شارع الوثبة في الثمانينيات.

تعتبر بييري ان هذه الأمثلة المعمارية، وغيرها من الثلاثينيات؛ مثل دار دجلة للفنون التي بُنيت سنة 1932، تدلّ على قطعة كبيرة من تاريخ الفن في العراق، خصوصاً في ما يتعلق بتفاعله وعلاقته المباشرة والقوية بالسلطة.

تتناول بييري أيضاً، في كتابها، كيف تعاملت السلطات المتتالية على المدينة، منذ العام 1914 وحتى نهاية الستينيات، مع الفنون التي سبقتها، وكيف عملت كل سلطة على تشوية أو التلاعب بالأعمال الفنية التي ظهرت في السلطة السابقة.

تُفرد الباحثة للجدران في المدينة ولتاريخ الشناشيل أهمية خاصة، وهي وغن عادت لحداثة بغداد في بدايات القرن العشرين إلا أنها تدرس أثر الجدران التي بناها الاحتلال الأميركي على تاريخ المكان، وكيف غير من هوية المدينة.


المساهمون