سيرة دنزل واشنطن: استعادة واجهة المشهد

07 فبراير 2018
دنزل واشنطن (فيسبوك)
+ الخط -
ذات مرة، قال ستيفن سبيلبيرغ إنّ "هوليوود تحبّ تجديد دمائها كلّ فترة". إذا صحّ قولٍ كهذا، فإن تلك القدرة على التجدّد تكون أصعب بالنسبة إلى الممثلين. هناك دورة شبه ثابتة لنجومية غالبية ممثلي هوليوود: يصلون إلى واجهة الصورة، قبل أن يبدأ خفوتهم، ثم يأتي بعدهم من يجدِّد حركة الأفلام.
دورة كهذه مرّ بها الممثل دنزل واشنطن (1954): من بداية مسيرة هادئة ومقدَّرة، في الثمانينيات الفائتة، توّجها بترشيحٍ لـ "أوسكار" أفضل ممثل ثانٍ، عن دورِ ناشطٍ في حقوق الإنسان في جنوب أفريقيا، في "صرخة حرية" (1987) لريتشارد أتنبوروه، ثم الفوز بـ "أوسكار" أفضل ممثل ثانٍ في "مجد" (1989) لإدوارد زفايك. في التسعينيات الفائتة، كان أحد "النجوم الكبار"، فنياً أو جماهيرياً، مع "مالكوم أكس" (1992) لسبايك لي، الذي اعتبره النقاد، بعد دوره هذا، أهم ممثل من أصول أفريقية في هوليوود، منذ سيدني بواتييه؛ و"فيلادلفيا" (1993) لجوناثان ديم، الذي قال توم هانكس، حينها، إنه كان ينتظر تصوير مشاهدهما معاً كي يتعلّم منه؛ مروراً بأفلام إثارة وحركة وتشويق جيدة الصنعة وناجحة، كـ Crimson Tide 1995 لتوني سكوت، وCourage Under Fire 1996 لزفايك، مُنهياً "عقد نجوميته" بترشيحٍ لـ "أوسكار" أفضل ممثل عن دوره "الممتاز جداً" في "الإعصار" (1999) لنورمان جايزون، وببلوغه قمة المسيرة، في "يوم التدريب" (2001) لأنطوان فوكا ("أوسكار" أفضل ممثل).

بعد ذلك، بدأت مرحلة الترنّح، المنتهية بأفول نجوميته عقداً كاملاً، لمشاركته في أفلامٍ أقلّ أهمية فنية، وغير ناجحة جماهيرياً، في مقابل دور واحدٍ جيّد من أصل 4 أو 5 أدوار.
لاحقاً، اتّخذ واشنطن قرارين كسرا تلك الدائرة: أولهما، العودة إلى التحدّيات الفنية، وانتقاء أدوار تلهمه كممثل، كما في Flight 2012 لروبرت زيميكس، مؤدّياً فيه دور طيار مدمن على الكحول، يتّهم بتعريض ركاب طائرة يقودها لخطر الموت، أثناء محاولته إنقاذهم؛ أو في "قضية رومان جي." (2017) لدان غيلروي، الذي نال بفضله ترشيحاً جديداً لـ "أوسكار" أفضل ممثل، في الدورة الـ 90 (4 مارس/ آذار 2018)، وهو الترشيح الـ 8 له، والـ 3 كممثل في الأعوام الـ 5 الأخيرة فقط.

القرار الثاني: عودته إلى الإخراج، بعد أكثر من تجربة غير ناجحة، ورغبته في تنفيذ رؤية فنية تخدمه كممثل وفنان، كما في "الأسوار (Fences)"، الذي أخرجه ومثّل فيه عام 2016: عمل ذو حسّ مسرحي، نال أربعة ترشيحات لـ "أوسكار"، في فئات أفضل ممثل (له) وأفضل فيلم (للإنتاج) وأفضل سيناريو مقتبس (أوغست ويلسن)، وفازت فيولا ديفز بجائزة أفضل ممثلة عن دورها فيه.

حالياً، يستعد دنزل واشنطن لتنفيذ مشروعٍ جديد بعنوان A Journal For Jordan، الذي يُخرجه ويمثّل فيه أيضاً، وهو ميلودراما مقتبسة عن كتاب بالعنوان نفسه.
بهذا، تمكّن واشنطن من تجديد حيويته السينمائية في خمسة أعوام، عائداً إلى واجهة المشهد الهوليوودي الراهن.
دلالات
المساهمون