سيرة تأخر

04 أكتوبر 2015
مانا نايستان/ إيران
+ الخط -

حين نتحدّث عن تأخّر عربي، من الصعب أن نقيسه. لذلك، يظلُّ هذا الحديث عائماً وغير قابل للتحويل إلى طاقة، علماً بأن معظم الشعوب تتّهم نفسها بالتأخّر، بالتوازي مع نظرة التمجيد.

قد تُمكّننا بعض المقارنات من تبيّن أين نحن. مثلاً لنتساءل: ما الذي أفضت إليه البعثات العربية نحو أوروبا منذ الطهطاوي إلى اليوم؟ سؤال ليس بعيداً عن موجة الهجرة السورية اليوم.

نسبة كبيرة، على مدى أكثر من قرن، من باحثينا العلميين ومسرحيينا وإداريّينا وغيرهم، هم أبناء هذه البعثات، وهي مستمرّة إلى اليوم. لكن سؤال النهضة العربية، الذي هو سؤال التغيير في النهاية، ظلّ ثابتاً في مكانه. من المؤكّد أن ثمّة الكثير من التقدّم. ولكن، هل المسافة التي قُطعت تساوي الثمن الذي دُفع من أجلها، بشرياً ومالياً؟

يدرس الطلبة العرب الفنون والعلوم والمنهجيات ويتقنونها، وربما يتفوّقون فيها، لكنهم يظلّون أمام خيارات، بين تأسيس مستقبل في بلد الدراسة، أو العودة من أجل تطبيق شيء ممّا تعلموه، في البلد الأم.

من المحزن أن نعترف بأن صاحب الخيار الثاني معرّض للاصطدام بشتّى "العوائق"، من الكادر الإداري إلى المناخ الاجتماعي. ومن يقفز عليها، فبفضل الاستفادة من البنية السوسيوسياسية التي أنتجت "العوائق"، وبالتالي، ينتمي إلى الجزء المكبِّل في بلاده.

أرادت الدولة العربية أن تنتفع فأضرّت نفسها؛ تلك هي صفة "الجاهل المرائي".


اقرأ أيضاً: مديونية فكرية

المساهمون