سيدة المقاومة الجزائرية في فيلم

12 مايو 2014
أتيتا عيدو في دور فاطمة نسومر
+ الخط -
وأخيراً تم الإفراج عن فيلم "فاطمة نسومر" الذي كان مبرمجاً ضمن خمسينية استقلال الجزائر قبل سنتين، وقدّم عرضه الأول أمس الأحد في الجزائر العاصمة، بحضور لافت لوجوه ثقافية وإعلامية وسياسية.

ورصد المخرج بلقاسم حجاج محطات مختلفة من حياة سيدة المقاومة الجزائرية "لالة فاطمة نسومر" التي قادت جهاداً شرساً ضد الغزو الفرنسي، في منطقة جرجرة الأمازيغية، قبل أن يُلقى عليها القبض، وتستشهد في السجن عام 1863 قبل تكمل عامها الثالث والثلاثين.

مفاجأة الفيلم كانت الممثلة الفرنسية ذات الأصول اللبنانية أتيتيا عيدو التي لعبت دور فاطمة نسومر باللغة الأمازيغية، بعد أن تعلّمتها، كما قالت، من أجل هذا الدور الذي جذبها، تماماً كما جذبها دور كليوباترا في فيلم "مصير روما" عام 2012.

وإذ يتميز الفيلم بجانبه التقني وعملية التصوير الناجحة، خصوصاً للمشاهد الطبيعية في منطقة "زواوة" الأمازيغية، لكن مخرجه وقع في مطبات كثيرة داخل السيناريو الذي كتبه بالاشتراك مع الكاتب الفرنسي مارسيل بوليو.

ولعل أول هذه المطبات هو تجاهل السيناريو، من دون سبب، السنوات السبع التي قضتها فاطمة نسومر في سجن الاحتلال، وما نتجّ عنها من حالات نفسية وإنسانية صعبة، لا سيما وأنها كانت معروفة "بعذراء الجبل"، ومغرمة بـ"الشريف بوبغلة"، أحد شركائها في المقاومة.

وأضعف السيناريو أيضاً التعاطي الخرافي مع شخصية "الشريف بوبغلة"، عبر تكريس الاعتقاد بأنه لا يموت بالرصاص لحمله "حرزاً" يقيه الشرور ويمكّنه من نسف الجيش الفرنسي في رمشة عين. وهو الأمر الذي شوّش على الحقائق التاريخية لشخصيات مفصلية في المقاومة الجزائرية.

يذكر أن الفيلم هو من إنتاج شركة "ماشاهو" و"الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي" التي تثير كثيراً من الجدل، في المشهدين الإعلامي والثقافي، في ما يتعلق بتمويل المشاريع الثقافية في الجزائر.

المساهمون