سيباستيان باكهاوس.. فوتوغراف الخوف والأمل

09 سبتمبر 2019
(مدينة الموصل عام 1916، الموقع الإلكتروني لسيباستيان باكهاوس)
+ الخط -

مثّلت الصورة الفوتوغرافية أهمية كبرى في الحروب، بدأت في ستينيات القرن التاسع عشر أثناء الحرب الأهلية الأميركية، حيث وثّقت لأول مرة الدمار التي خلّفته المعارك وصور القتلى والجرحى ما خلق منظوراً شعبياً تجاهها حين نُشرت هذه الصور في الصحافة.

منذ ذلك الوقت، تزايد الاهتمام بفوتوغرافيا الحرب من قبل السلطة سواء في منع نشرها في وقائع عديدة خوفاً من إثارة الغضب الشعبي حولها، وربما تكون الولايات المتحدة في مقدمة البلدان التي منعت استخدام الصورة منذ الحرب العالمية الأولى وصولاً إلى اليوم.

ينتمي المصور الصحافي الألماني سيباستيان باكهاوس إلى موجة من الفوتوغرافيين الذي اهتموا بالاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت عدّة بلدان عربية عام 2011، والتي يقدّمها في معرضه "هكذا ينشا الخوف والأمل في العالم" الذي افتتح في "معهد غوته" في الرباط مساء الجمعة الماضي، ويتواصل حتى الرابع عشر من الشهر الجاري.

كان باكهاوس شاهد عيانٍ أحداث بارزة في كلّ من مصر وليبيا وسورية والعراق خلال السنوات الثماني الماضية، مركزاً في نقله أهوال الصراعات الظروف التي يعيشها الناس وتسبب في اندلاعها، وكذلك في نقل حياتهم اليومية أثناء العنف، والمواقف اليومية التي تظهر تشبثهم في الحياة في مشهد يهمين عليه الموت والفناء.

بعض الصور تعكس الاقتتال الذي شهدته مدينة سرت الليبية عام 2017، واستمر لشهور متواصلة، وفيه بظهر المقاتلون على خط النار، بينما تتصاعد الأدخنة من ورائهم، حيث تظهر البيوت المدمرة وحجارتها المتناثرة في كلّ مكان.

كما يلتقط أيضاً تفاصيل المعارك التي شهدتها مدينة الموصل في العام نفسه، ومنها حصار الناس في بيوتهم من قبل مقاتلي "تنظيم الدولة" المعروف بـ"داعش"، والدمار الذي خلّفه القصف المتواصل على الأبنية والمؤسسات، وتهجير الناس من المدينة.

في سورية، يرصد باكهاوس مناطق عديدة شهدت عنف متواصلاً سواء في مناطق الأكراد حيث تظهر المقاتلات وهن يطلقن النار، أو صور المقاتلين من فصائل مختلفة أثناء استعدااتهم للقتال أو في أوقات الراحة، أو التهجير القسري للعائلات والأطفال في العديد من البلدات والمدن، إلى جانب صور من احتجاجات القاهرة بعد "ثورة يناير".

المساهمون