هاجم عدد من السياسيين في مصر، الرئيس عبد الفتاح السيسي، إثر حديثه، اليوم الأربعاء، عن عن أنه لن يسمح بتكرار سيناريو الثورة مرة أخرى، وتلويحه إلى إمكانية طلب تفويض ثانٍ من أنصاره لاتخاذ "إجراءات أخرى" ضد معارضيه، مؤكدين أن أعراض العقيد معمر القذافي، ظهرت بوضوح عليه، وأنه "لا أحد يستطيع إيقاف ثورة المصريين".
وعلق القيادي في الحركة المدنية الديمقراطية، معصوم مرزوق، قائلاً: "الرئيس يُهدد المصريين على الهواء مباشرة، إنها أعراض القذافي واضحة، ووصلت إلى مرحلة متأخرة.. نطلب بدورنا تفويضاً من شعب مصر المكافح لمواجهة هذا الجنون"، مضيفاً: "ما يطلق عليها (انتخابات) هي إجراء منعدم، وبالتالي لا ينتج عنها أي أثر قانوني، مثل من يحاول إبرام عقد مع ميت".
ووجه البرلماني السابق، زياد العليمي، انتقادات عدة للسيسي، بقوله: "لما أنت مش بتاع سياسة، وتفخر بده، نازل الانتخابات الرئاسية، ومقطع نفسك بكل السبل علشان السلطة ليه؟ السياسة للي مهتمين بِها، وبيفهموا فيها، علشان اللي بيبقوا غير كده بيضيعوا البلد، زي ما أنت شايف كده".
وأضاف العليمي، في منشور على حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك": "اللي حصل من سبع سنوات اسمه ثورة، ورغم كرهك ليها، أنت اضطريت تقسم، وهاتقسم تاني على دستور بيبجلها (يحترمها).. وحصلت وأنت رئيس مخابرات حربية، يعني رجلك كانت على الأرض أكتر، وبتتابع رجالتك بنفسك.. ولما يحصل تاني، ماحدش هايقدر يوقفه، لا أنت، ولا غيرك، وبالكتير لو حظك كويس، هاتلاقي حتة تهرب فيها".
وخاطب العليمي، السيسي، بقوله "أرجوك ادعو جماهيرك تنزل تعمل لك تفويض، أرجوك خلينا نشوف شعبيتك، علشان نسكت خالص"، مختتماً "ملاحظة أخيرة: امسك أعصابك، واجمد كده، ده لسة مافيش حاجة حصلت، وماينفعش ناسك اللي أنت عامل عليهم عتريس، يكتشفوا إنك رشدي دلوقتي"، في إشارة إلى المشهد الشهير للممثل أحمد توفيق في فيلم "شيء من الخوف".
بدوره، كتب حازم حسني، المتحدث باسم حملة رئيس أركان الجيش الأسبق، الفريق سامي عنان، قائلاً: "عندما وقف السيسي يقول إنه لا يوجد شيء اسمه النظام، وإنما فقط توجد الدولة.. نبهت وقتها إلى خطورة هذا الطرح، الذي يُهدد استقرار الدولة، بل وبقاءها.. فيكون كل نقد يوجه للنظام نقداً للدولة، وكل هجوم سياسي على الرئيس، ونظامه، هجوماً على الدولة!".
وتحت عنوان "قاموس لتفسير المعاني الحقيقية وراء كلمة السيسي"، كتب مؤسس حركة "مصريون ضد الصهيونية"، الباحث محمد عصمت سيف الدولة، قائلاً "الأشرار هم الإخوان المسلمون كالمعتاد. وأي أشرار مصطلح جديد يُقصد به هذه المرة القوى المدنية.. وسأطلب تفويضاً جديداً لاتخاذ إجراءات أخرى يعني سأعتقل كل المعارضة".
وأضاف سيف الدولة: "لن أسمح باللعب في أمن مصر واستقرارها يقصد به لن أسمح بإزاحتي من على هذا الكرسي.. وأمنك واستقرارك يا مصر ثمنه حياتي وحياة الجيش لتذكير من يعارضونه بأنه ليس وحيداً، وأن الجيش معه.. هو تهديد ووعيد ينم عن قلق عميق.. وناس مش فاهمة يعني إيه دولة وعايزة تتصدى وتتكلم، هي رسالة إلى المعارضة بأن تخرس".
وتابع سيف الدولة: "قول السيسي إنه لن يسمح بتكرار ما حدث منذ سبع سنوات مرة أخرى، يكشف خوفاً حقيقياً من تكرار ما حدث لمبارك معه"، وذلك في إشارة إلى ثورة المصريين الشعبية على الرئيس المخلوع، حسني مبارك، في الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011.
من جهته، قال مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، جمال عيد: "ثورة يناير صنعت الانتخابات الرئاسية الحقيقية الوحيدة في تاريخ مصر، لا قبلها، ولا بعدها.. واللي حصل من 3 يوليو/ تموز 2013 (انقلاب الجيش)، هو من صنع محسن مصطفى موسى، أو أيًا كان اسم المرشح في الاستفتاء الرئاسي"، في إشارة إلى المرشح "الكومبارس"، موسى مصطفى موسى.
وفي تدوينة على حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك"، خاطب عيد، السيسي، قائلاً: "عصبي، ومرعوب، ومهزور أنت يا صغيري (على طريقة معلقي مباريات الكرة)، وعاشت ثورة يناير رغم أنوفكم.. المجد للثورة، والعار لأعدائها.. فثورة يناير هي أعظم ما فعله المصريون، الذين لم يشعروا بالحرية والكرامة سوى بسببها، ولم يستعيدوا شعورهم بأن مصر بلدهم إلا بسببها".
واستنكر عيد، حديث الرئيس الحالي عن مقتل الباحث الإيطالي، جوليو ريجيني، بقوله: "هو قال مش هاننسى ريجيني، وهانقدم المسؤول للعدالة في مصر.. لكن أيضاً هناك حق 5 شباب مصريين تم قتلهم (بواسطة الأمن)، بأكذوبة أنهم قتلة رجيني، وطلع (ثبت) أنهم أبرياء.. حياة المصريين لم تكن رخيصة مثل هذه الأيام".