استنكر عدد من السياسيين المصريين، سفر وزير الخارجية، سامح شكري، لإسرائيل لحضور جنازة الرئيس السابق، شيمون بيريز، معتبرين أن المرحلة الحالية تشهد أكبر تقارب بين النظام الحاكم لمصر، والكيان الصهيوني بشكل يدوس على كافة الثوابت والمبادئ القومية والوطنية التي تعتبر إسرائيل كياناً محتلاً وغاصباً للأراضي العربية".
وقال مستشار الرئيس المعزول، محمد مرسي، للشؤون العربية، محمد عصمت سيف الدولة: "للأسف ما نشهده في تلك الفترة من تاريخ مصر لم نر مثله حتى في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك من تطبيع، وتناسٍ للدماء".
وأكد أن "بيريز الذي يتباكى عليه عدد من الرؤساء العرب، هو من تلوثت يداه بدماء أطفال قانا، كما أنه كان العقل المدبر ومهندس العدوان الثلاثي على مصر في 1956".
وأضاف: "زيارة شكري غير مستغربة وهو الذي رفض، في وقت سابق، وصف العمليات العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي ينتج عنها قتلى من الأطفال الفلسطينيين بأنها عمليات إرهابية، متحججاً بأن المجتمع الدولي لم يتفق بشكل قانوني على وصف للإرهاب".
وتابع: "نحن أمام صهاينة عرب، أكثر خطورة من الإسرائيليين أنفسهم، في ظل الحديث عن سلام دافئ على حساب الثوابت العربية وإعادة رسم المنطقة من جديد".
من جانبه، رفض مساعد وزير الخارجية الأسبق، معصوم مرزوق، وهو أيضاً قيادي بالتيار الشعبي، وأحد الوجوه الناصرية في السياسة المصرية، زيارة شكري لإسرائيل: "للأسف يريدون تغيير كل شيء حيث تغيرت العقيدة القتالية للجيش المصري حتى بات هناك شبه اتفاق بأن اسرائيل لم تعد عدواً، وأن أهلنا في غزة هم الذين تحولوا لأعداء في ظل سياسات النظام الحالي".
وبيّن أن "السياسة الخارجية للنظام المصري الحالي، تعد الأفشل من فترة طويلة"، لافتاً إلى أن هذا النظام، "يحاول استرضاء إسرائيل ليرضى عنه الغرب، متصوراً ومتناسياً، أن عوامل بقائه في موقعه تتمثل في الداخل الذي لا يزال يرى إسرائيل عدواً، سيتم مواجهته في يوم من الأيام لتحرير الأراضي العربية".
كذلك، شن القيادي بحركة شباب 6 أبريل، شريف الروبي، هجوماً على شكري، مؤكداً أنه "لا يمثل مصر ولا المصريين"، مشدداً على تمسكهم برفض التطبيع مع الكيان الصهيوني تحت أي مسمى، متسائلاً:"كيف يذهب من الأساس لتقديم العزاء في سفاح، يداه ملوثتان بدماء أشقائنا الفلسطينيين واللبنانيين".
وتابع: "تاريخ بيريز كله أسود تجاه العرب، وكان الأجدر بالنظام المصري، أن يخفف الحصار على غزة ويدخل المعونات ويسمح للأشقاء الفلسطينيين بالعبور من معبر رفح بدون امتهان بدلاً من أن يتودد لإسرائيل.