شهد الشهران الأخيران في العراق ما يمكن اعتباره هجرة جماعية للمسؤولين والساسة العراقيين نحو موقع "تويتر" بعد أن ظلوا لسنوات يستخدمون "فيسبوك" لنشر بياناتهم أو التعليق على أحداث معينة أو عرض أنشطتهم اليومية، على اعتبار أنّ العراقيين أكثر استخداماً لفيسبوك من "تويتر".
ويقول خبراء في مواقع التواصل الاجتماعي في بغداد إنّ ذلك يعود إلى إمكانيّة إطلاع المحيط العربي والعالمي عبر "تويتر" على المواقف العراقية، كما أنّ وسائل الإعلام تركّز عليه كمصدر أكثر من أي موقع تواصل آخر.
ووفقاً لرئيس جمعية "بغداد دوت كوم"، أحمد الربيعي، وهي منظّمة معنيّة بشؤون الوعي ومحاربة الشائعات على مواقع التواصل، فإنّ ما لا يقل عن 200 سياسي ومسؤول عراقي دشّنوا حسابات لهم خلال الشهرين الماضيين بينهم قادة مليشيات مسلحة أيضاً مثل قيس الخزعلي وأوس الخفاجي وأكرم الكعبي وأبو مهدي المهندس وآخرين وصاروا يغرّدون بشكل منتظم من خلاله.
ويلفت في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ ذلك يعود لوجود اهتمام من قبل المؤسسات الإعلامية بـ"تويتر"، كما أنّه صار تحت ضوء مراكز صناعة القرار العالمية لرصد ما يكتب به من مواقف وآراء مختلفة.
ويقول مركز الإعلام الرقمي العراقي، وهو مركز شبه حكومي يتبع هيئة الاتصالات والإعلام ببغداد، في بيان له، الإثنين، إنّ سياسيين معروفين في البلاد منهم زعماء وقادة يستخدمون برامج غير قانونية وحسابات وهمية لغرض إعادة نشر تغريداتهم والتفاعل معها، وبالتالي زيادة عدد الإعجابات والتعليقات والردود على تلك التغريدات، وإنّ فريق الرصد والتحليل في "مركز الإعلام الرقمي" قام بعمليات رصد مكثفة ومركزّة لعدة أسابيع استهدفت حسابات السياسيين العراقيين المؤثرين على منصة "تويتر"، ووجد أنّ عددًا منهم يستخدم بوتات (تعبير يعني الحسابات الآليّة) وحسابات وهمية لزيادة التفاعل مع التغريدات وعلى نحو مُوحّد يكشف عن وجود خطّة منظمة وواضحة للتعامل مع التغريدات.
اقــرأ أيضاً
ويوضح المركز أنّ هذه الطرق غير القانونية تتعارض مع قواعد الاستخدام الخاصة بمنصات التواصل الاجتماعي، والهدف الاساسي منها هو إيهام المتابعين والرأي العام بوجود جماهير ومؤيدين لهؤلاء السياسيين في هذه المنصة.
ويدعو مركز الإعلام الرقمي في بيانه، السياسيين ومكاتبهم المختصة بهذا الشأن، ممّن تورطوا في هذا الأمر المخالف لمعايير استخدام "تويتر" وباقي منصات التواصل الاجتماعي، إلى الابتعاد عن هذه المخالفات وعدم الاستمرار بمزاولتها، لأنها تعدّ أحد أنواع الخداع واستغفال جماهير هذه الشخصيات ومتابعيهم. ويحذّر مركز الإعلام الرقمي مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي ويوصيهم بعدم التفاعل مع هذه الحسابات والإبلاغ عن البوتات الوهمية غير القانونية.
من جانبه، يشير الباحث المختص بعلم الاجتماع، حسن حمدان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ الاتجاه نحو "تويتر" هو بالضبط تقليدٌ للمجتمعات المحيطة. فضلاً عن ذلك، فإنّ النشر على "تويتر" يؤمّن الكثير من المتابعين من داخل وخارج البلاد. كما أنّه يركز على البلاغة والاختصار في صياغة العبارة، وهذا يترك أثرًا أعمق في المتلقي. وقد يسيء المستخدم، سواء كان سياسياً أو زعيماً أو مواطناً، في استخدام تلك المنصة بطرق التحايل على المتابعين من خلال زيادة عدد الردود، أو إعادة التغريدة لغرض وصولها إلى عدد أكبر، لكنّ ذلك سرعان ما ينصدم بالواقع الذي يكشف الحقيقة كما هي، والتي تؤكد أنّ هذا التفاعل مجرد وهم إلكتروني لا وجود له على أرض الواقع ولا حتى على الموقع الإلكتروني نفسه.
ويُبيّن حمدان أنّ التفاعل عن طريق التحايل قد يوهم السياسي نفسه بأنّ هناك جمهوراً متابعاً ومتفاعلاً مع تغريداته، لكن هذا لا يمكن أن يخدع الرأي العام، لأنّه كما يقولون "حبل الكذب قصير"، ومن الأفضل أن يستغل السياسيون تلك المنصة للتواصل الحقيقي مع الجمهور، ورصد معاناتهم والتعامل معها بجدية، وهذا ما يؤمن لهم المتابعين الحقيقيين وزيادة المتفاعلين مع أفكارهم وطروحاتهم.
اقــرأ أيضاً
ويعلّل عددٌ من السياسيين الأسباب التي دعتهم إلى التوجه إلى منصة "تويتر" بأنّه للتعبير بوضوح عن المواقف. وينقل "مركز الإعلام الرقمي" عن النائب عن محافظة نينوى أحمد الجبوري، قوله إنه يستخدم تويتر للتعبير عن مواقفه، الأمر الذي يضمن له عدم وجود تزييف للتصريح، موضحاً أنّ "تويتر" يتميز بضمّه نخبة المجتمع من سياسيين وإعلاميين، ومشاهير ويعتبر أقل ضوضاء من المنصات الأخرى كـ"فيسبوك" و"إنستغرام" و"تيليغرام"، خصوصاً أن المتلقي لم يعد يقرأ المقالات الطويلة بل صار يبحث عن الخلاصة والمفردات القليلة، وهو موجود في تويتر، على حدّ تعبيره.
وتقول النائبة السابقة سروة عبد الواحد إن "تويتر" يُرغم السياسي على الاختصار وإيصال رأيه بشكل مباشر، وهو نافذة راقية للنقاش المفيد بعيدًا عن المهاترات، معتقدةً بأنّ على كل سياسي أو مثقف أو أصحاب الرأي أن يكون لديهم حساب في تويتر للاطلاع على آرائهم ومواقفهم.
كما ينقل مركز الإعلام الرقمي عن النائب عن تحالف الفتح نعيم العبودي قوله، إنه بدأ يفكر جدياً بترك "فيسبوك"، عازياً السبب إلى أنّ تجربته على تويتر وجدها أفضل بكثير من فيسبوك، وأنّ تصريحاته ومنشوراته تصل للمعنيين على تويتر أكثر من فيسبوك.
ووفقاً لرئيس جمعية "بغداد دوت كوم"، أحمد الربيعي، وهي منظّمة معنيّة بشؤون الوعي ومحاربة الشائعات على مواقع التواصل، فإنّ ما لا يقل عن 200 سياسي ومسؤول عراقي دشّنوا حسابات لهم خلال الشهرين الماضيين بينهم قادة مليشيات مسلحة أيضاً مثل قيس الخزعلي وأوس الخفاجي وأكرم الكعبي وأبو مهدي المهندس وآخرين وصاروا يغرّدون بشكل منتظم من خلاله.
ويلفت في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ ذلك يعود لوجود اهتمام من قبل المؤسسات الإعلامية بـ"تويتر"، كما أنّه صار تحت ضوء مراكز صناعة القرار العالمية لرصد ما يكتب به من مواقف وآراء مختلفة.
ويقول مركز الإعلام الرقمي العراقي، وهو مركز شبه حكومي يتبع هيئة الاتصالات والإعلام ببغداد، في بيان له، الإثنين، إنّ سياسيين معروفين في البلاد منهم زعماء وقادة يستخدمون برامج غير قانونية وحسابات وهمية لغرض إعادة نشر تغريداتهم والتفاعل معها، وبالتالي زيادة عدد الإعجابات والتعليقات والردود على تلك التغريدات، وإنّ فريق الرصد والتحليل في "مركز الإعلام الرقمي" قام بعمليات رصد مكثفة ومركزّة لعدة أسابيع استهدفت حسابات السياسيين العراقيين المؤثرين على منصة "تويتر"، ووجد أنّ عددًا منهم يستخدم بوتات (تعبير يعني الحسابات الآليّة) وحسابات وهمية لزيادة التفاعل مع التغريدات وعلى نحو مُوحّد يكشف عن وجود خطّة منظمة وواضحة للتعامل مع التغريدات.
ويوضح المركز أنّ هذه الطرق غير القانونية تتعارض مع قواعد الاستخدام الخاصة بمنصات التواصل الاجتماعي، والهدف الاساسي منها هو إيهام المتابعين والرأي العام بوجود جماهير ومؤيدين لهؤلاء السياسيين في هذه المنصة.
ويدعو مركز الإعلام الرقمي في بيانه، السياسيين ومكاتبهم المختصة بهذا الشأن، ممّن تورطوا في هذا الأمر المخالف لمعايير استخدام "تويتر" وباقي منصات التواصل الاجتماعي، إلى الابتعاد عن هذه المخالفات وعدم الاستمرار بمزاولتها، لأنها تعدّ أحد أنواع الخداع واستغفال جماهير هذه الشخصيات ومتابعيهم. ويحذّر مركز الإعلام الرقمي مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي ويوصيهم بعدم التفاعل مع هذه الحسابات والإبلاغ عن البوتات الوهمية غير القانونية.
من جانبه، يشير الباحث المختص بعلم الاجتماع، حسن حمدان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ الاتجاه نحو "تويتر" هو بالضبط تقليدٌ للمجتمعات المحيطة. فضلاً عن ذلك، فإنّ النشر على "تويتر" يؤمّن الكثير من المتابعين من داخل وخارج البلاد. كما أنّه يركز على البلاغة والاختصار في صياغة العبارة، وهذا يترك أثرًا أعمق في المتلقي. وقد يسيء المستخدم، سواء كان سياسياً أو زعيماً أو مواطناً، في استخدام تلك المنصة بطرق التحايل على المتابعين من خلال زيادة عدد الردود، أو إعادة التغريدة لغرض وصولها إلى عدد أكبر، لكنّ ذلك سرعان ما ينصدم بالواقع الذي يكشف الحقيقة كما هي، والتي تؤكد أنّ هذا التفاعل مجرد وهم إلكتروني لا وجود له على أرض الواقع ولا حتى على الموقع الإلكتروني نفسه.
ويُبيّن حمدان أنّ التفاعل عن طريق التحايل قد يوهم السياسي نفسه بأنّ هناك جمهوراً متابعاً ومتفاعلاً مع تغريداته، لكن هذا لا يمكن أن يخدع الرأي العام، لأنّه كما يقولون "حبل الكذب قصير"، ومن الأفضل أن يستغل السياسيون تلك المنصة للتواصل الحقيقي مع الجمهور، ورصد معاناتهم والتعامل معها بجدية، وهذا ما يؤمن لهم المتابعين الحقيقيين وزيادة المتفاعلين مع أفكارهم وطروحاتهم.
ويعلّل عددٌ من السياسيين الأسباب التي دعتهم إلى التوجه إلى منصة "تويتر" بأنّه للتعبير بوضوح عن المواقف. وينقل "مركز الإعلام الرقمي" عن النائب عن محافظة نينوى أحمد الجبوري، قوله إنه يستخدم تويتر للتعبير عن مواقفه، الأمر الذي يضمن له عدم وجود تزييف للتصريح، موضحاً أنّ "تويتر" يتميز بضمّه نخبة المجتمع من سياسيين وإعلاميين، ومشاهير ويعتبر أقل ضوضاء من المنصات الأخرى كـ"فيسبوك" و"إنستغرام" و"تيليغرام"، خصوصاً أن المتلقي لم يعد يقرأ المقالات الطويلة بل صار يبحث عن الخلاصة والمفردات القليلة، وهو موجود في تويتر، على حدّ تعبيره.
وتقول النائبة السابقة سروة عبد الواحد إن "تويتر" يُرغم السياسي على الاختصار وإيصال رأيه بشكل مباشر، وهو نافذة راقية للنقاش المفيد بعيدًا عن المهاترات، معتقدةً بأنّ على كل سياسي أو مثقف أو أصحاب الرأي أن يكون لديهم حساب في تويتر للاطلاع على آرائهم ومواقفهم.
كما ينقل مركز الإعلام الرقمي عن النائب عن تحالف الفتح نعيم العبودي قوله، إنه بدأ يفكر جدياً بترك "فيسبوك"، عازياً السبب إلى أنّ تجربته على تويتر وجدها أفضل بكثير من فيسبوك، وأنّ تصريحاته ومنشوراته تصل للمعنيين على تويتر أكثر من فيسبوك.