باتت شوارع مدينة حماة اليوم تعجّ بالسيارات القديمة والمركبات ذات العجلات الثلاث التي تسمى محلياً "الطرطيرة". وراح السير في شوارع المدينة المليئة بحواجز النظام يشكّل رعباً لأصحاب السيارات، خشية قيام تلك الحواجز بسرقتها أو "استعارتها" لفترة زمنية ومن ثم إعادتها إلى صاحبها بعد أن تكون قد تحولت إلى قطعة خردة. ومدينة حماة التي شهدت ساحة العاصي فيها عام 2011 أكبر التظاهرات المطالبة بسقوط النظام السوري، تحوّلت اليوم إلى ثكنة عسكرية محصّنة بشكل كبير، يسيطر عليها آلاف العناصر من قوات النظام ومن كتائب الدفاع الوطني، وقد توزّعوا على عشرات الحواجز ونقاط التفتيش العسكرية على مداخل المدينة ومخارجها، وحتى على أبواب أسواقها وأزقتها.
يقول سامر ع. من سكان حماة، إنه بات يخشى المرور على أي حاجز لقوات النظام في الفترة الأخيرة، بسبب قيام عناصر تلك الحواجز بسرقة أي سيارة قد تروق لهم، من دون حسيب ولا رقيب.
ويؤكد أن سكان المدينة يشعرون برعب كبير، من جرّاء ازدياد عمليات سرقة السيارات، بخاصة تلك الحديثة أو شاحنات "بيك أب" الصغيرة التي اختفت من شوارع المدينة بشكل شبه كامل.
ولأن مركبات "بيك أب" بأنواعها وأحجامها المختلفة تستخدم في نقل البضائع والخضار والفواكه من الريف إلى داخل المدينة، فإن أصحابها، وبحسب ما يروي سامر، لجأوا مع تكرار سرقة تلك السيارات، إلى استخدام وسيلة أخرى لنقل بضائعهم. فقاموا بشراء الجرارات الزراعية التي يمكن وصلها بعربة كبيرة أو "تريلا" من الخلف. وذلك، أملاً في إيصال تلك البضائع بشكل لا يعرضهم وسياراتهم للخطر.
وحاجز عين اللوزة الواقع جنوب حماة، هو واحد من أكثر من 140 حاجزاً وثكنة عسكرية تضيّق الخناق على المدينة وتجعلها وسط حصار شبه مطبق على مفاصلها كافة. وقد أشار أيْهَم، وهو ناشط من مدينة حماة، إلى أن عناصر حاجز عين اللوزة بمعظمهم من فرع الأمن العسكري، وهم يقومون بتفتيش كل السيارات والمدنيين الآتين من ثلاث طرق رئيسية في حماة، مما يؤدي، بحسب الناشط، إلى ازدحام كبير وعرقلة السير والحياة في المدينة، إذ إنه يقطع شارع العلمين، أحد أهم شوارع حماة الذي يمثل شرياناً حيويا للمدينة لأنه يربط جنوبها بشمالها.
من جهتها، تتهم سارة، الناشطة أيضاً في مدينة حماة، قوات النظام بالعمل على ابتزاز المواطنين على الحواجز عبر احتجازهم أو احتجاز سياراتهم، وذلك بهدف إما الحصول على مبلغ مالي أو تقديم وجبة غذاء لعناصر الحاجز بعد قيام هؤلاء الأخيرين بإذلالهم، وجعلهم ينتظرون لساعات طويلة قبل أن يتم السماح لهم بعبور الحاجز.
تضيف الناشطة السوريّة أن تلك العمليات تتبع الحالة المزاجية لعناصر الحاجز، إذ إنه وحتى في حال عدم ثبوت أي تهمة أمنيّة على المواطن، فإن العناصر أو الضابط المناوب يقومون باحتجازه لساعات طويلة ليفرجوا عنه بعد أخذ رشوة مالية أو مصادرة إحدى المقتنيات الثمينة التي بحوزته.
وتشدّد الناشطة على أن المئات من الشباب تم اعتقالهم على حواجز قوات النظام، من دون سبب واضح أو بناءً على أي خلفيّة أمنيّة، ولكن فقط بسبب انتمائهم إلى بعض المناطق أو كونهم في سنّ الخدمة العسكرية. ونتيجة المعارك الطاحنة التي تدور في معظم مناطق الريف الحموي، فقد شكلت مدينة حماة الهادئة نسبياً مركزاً مهماً لعشرات الآلاف من سكان الريف الذين لجأوا إليها، مما زاد من خوف النظام وتشديده القبضة الأمنيّة على المدينة ونشره عشرات الحواجز الإضافيّة التي بات أهالي مدينة حماة يطلقون عليها اسم حواجز السلب والنهب والخطف.
ويشير البعض إلى أن خوف النظام من اقتراب الثوار من أطراف مدينة حماة واحتمال دخولهم إليها، جعله يعزز مواقعه الأمنيّة في المدينة ويسمح لعناصره بالسرقة العلنية جهاراً وخلال النهار للحفاظ على ولاء هذه العناصر.
وتشكّل مدينة حماة التي تقع وسط سورية، أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة إلى النظام السوري، كون بعض أبنيتها وشوارعها ما زالت شاهدة على المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين إبان أحداث عام 1982، ولوجود مطار عسكري فيها يُعتبَر شريان الحياة لقوات النظام المنتشرة في أرياف حماة الشرقية والشمالية.
يقول سامر ع. من سكان حماة، إنه بات يخشى المرور على أي حاجز لقوات النظام في الفترة الأخيرة، بسبب قيام عناصر تلك الحواجز بسرقة أي سيارة قد تروق لهم، من دون حسيب ولا رقيب.
ويؤكد أن سكان المدينة يشعرون برعب كبير، من جرّاء ازدياد عمليات سرقة السيارات، بخاصة تلك الحديثة أو شاحنات "بيك أب" الصغيرة التي اختفت من شوارع المدينة بشكل شبه كامل.
ولأن مركبات "بيك أب" بأنواعها وأحجامها المختلفة تستخدم في نقل البضائع والخضار والفواكه من الريف إلى داخل المدينة، فإن أصحابها، وبحسب ما يروي سامر، لجأوا مع تكرار سرقة تلك السيارات، إلى استخدام وسيلة أخرى لنقل بضائعهم. فقاموا بشراء الجرارات الزراعية التي يمكن وصلها بعربة كبيرة أو "تريلا" من الخلف. وذلك، أملاً في إيصال تلك البضائع بشكل لا يعرضهم وسياراتهم للخطر.
وحاجز عين اللوزة الواقع جنوب حماة، هو واحد من أكثر من 140 حاجزاً وثكنة عسكرية تضيّق الخناق على المدينة وتجعلها وسط حصار شبه مطبق على مفاصلها كافة. وقد أشار أيْهَم، وهو ناشط من مدينة حماة، إلى أن عناصر حاجز عين اللوزة بمعظمهم من فرع الأمن العسكري، وهم يقومون بتفتيش كل السيارات والمدنيين الآتين من ثلاث طرق رئيسية في حماة، مما يؤدي، بحسب الناشط، إلى ازدحام كبير وعرقلة السير والحياة في المدينة، إذ إنه يقطع شارع العلمين، أحد أهم شوارع حماة الذي يمثل شرياناً حيويا للمدينة لأنه يربط جنوبها بشمالها.
من جهتها، تتهم سارة، الناشطة أيضاً في مدينة حماة، قوات النظام بالعمل على ابتزاز المواطنين على الحواجز عبر احتجازهم أو احتجاز سياراتهم، وذلك بهدف إما الحصول على مبلغ مالي أو تقديم وجبة غذاء لعناصر الحاجز بعد قيام هؤلاء الأخيرين بإذلالهم، وجعلهم ينتظرون لساعات طويلة قبل أن يتم السماح لهم بعبور الحاجز.
تضيف الناشطة السوريّة أن تلك العمليات تتبع الحالة المزاجية لعناصر الحاجز، إذ إنه وحتى في حال عدم ثبوت أي تهمة أمنيّة على المواطن، فإن العناصر أو الضابط المناوب يقومون باحتجازه لساعات طويلة ليفرجوا عنه بعد أخذ رشوة مالية أو مصادرة إحدى المقتنيات الثمينة التي بحوزته.
وتشدّد الناشطة على أن المئات من الشباب تم اعتقالهم على حواجز قوات النظام، من دون سبب واضح أو بناءً على أي خلفيّة أمنيّة، ولكن فقط بسبب انتمائهم إلى بعض المناطق أو كونهم في سنّ الخدمة العسكرية. ونتيجة المعارك الطاحنة التي تدور في معظم مناطق الريف الحموي، فقد شكلت مدينة حماة الهادئة نسبياً مركزاً مهماً لعشرات الآلاف من سكان الريف الذين لجأوا إليها، مما زاد من خوف النظام وتشديده القبضة الأمنيّة على المدينة ونشره عشرات الحواجز الإضافيّة التي بات أهالي مدينة حماة يطلقون عليها اسم حواجز السلب والنهب والخطف.
ويشير البعض إلى أن خوف النظام من اقتراب الثوار من أطراف مدينة حماة واحتمال دخولهم إليها، جعله يعزز مواقعه الأمنيّة في المدينة ويسمح لعناصره بالسرقة العلنية جهاراً وخلال النهار للحفاظ على ولاء هذه العناصر.
وتشكّل مدينة حماة التي تقع وسط سورية، أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة إلى النظام السوري، كون بعض أبنيتها وشوارعها ما زالت شاهدة على المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين إبان أحداث عام 1982، ولوجود مطار عسكري فيها يُعتبَر شريان الحياة لقوات النظام المنتشرة في أرياف حماة الشرقية والشمالية.