منذ أن ضربت الأزمة الاقتصادية العالمية العديد من دول العالم تغيرت السلوكيات المعيشية للمواطنين. ومن بين أبرز تجليات هذا التغير، نمط العيش الذي أصبح ينتهجه السياح الوافدون على مجموعة من المدن المغربية.
رصدت "العربي الجديد" خلال رحلة امتدت لستة أيام قادتها إلى أشهر المناطق السياحية في المغرب، مجموعة من مظاهر "سياحة التقشف"، والتي يختار فيها السياح الأجانب العيش على القليل والاستمتاع ما أمكن بما قدموا لأجله.
داخل أحد فنادق مدينة "محاميد الغزلان" في عمق الصحراء الشرقية للمغرب، يصطف العديد من المركبات السياحية المختلفة الأشكال، منها مركبات مخصصة للسياحة، وبعضها الآخر عربات عادية، جعل منها مالكوها غرف فنادق متنقلة تلبي جميع الاحتياجات.
"غرف فندقية" متنقلة
وقالت كاترين، وهي سائحة قادمة من سويسرا، إن اختيارها وزوجها التنقل من بلدهم حتى أقصى نقطة في المغرب بوساطة سيارتهم الحمراء سببه الأزمة العالمية، حيث إن الرحلة ستكلفهم في المجمل 1500 يورو شاملة لجميع المصاريف (السفر، الإقامة، التغذية..).
أكدت كاترين في حديثها لـ "العربي الجديد" أن هذا المبلغ، قد لا يكفيهم طيلة شهر إجازتهم، في حال اختاروا حجز فندق داخل كل مدينة يريدون زيارتها، وكشفت أنهم عاقدون العزم على الاستمرار في رحلتهم بنفس الطريقة، وأن محطتهم التالية قبل العودة نحو شمال المغرب هي مدينة "أكادير".
داخل العربة السياحية المتنقلة التي استأجرتها كاترين، سرير صغير، وفي المقابل مكان صغير مخصص للطبخ، والفضاء المقابل خارجها يفترشونه بالحصير، حيث يتم وضع ثلاثة كراسي، واحد من الخشب واثنان من البلاستيك.
وتبلغ قيمة الاستفادة للإقامة داخل الفندق الذي قصدته "العربي الجديد" 75 درهما لليلة الواحدة (قرابة 8 دولارات). وتقسم هذه القيمة حسب جدول التسعيرة المعلقة على جدار باحة الاستقبال الخاص بالفندق على الشكل التالي: 30 درهم (قرابة 3.15 دولارات) سعر إيجار فضاء ركن العربة، 15 درهما (1.5 دولار) ثمن الاستفادة من الربط بشبكة الكهرباء ليوم واحد، و30 درهما (3.15 دولارات) أخرى مصاريف غسل الملابس. أي أن قيمة مبيت ليلة واحدة قد لا تتعدى 45 درهما (4.72 دولارات)، عوض حجز غرفة داخل نفس الفندق تصل قيمتها إلى 700 درهم (73.5 دولارا) لليلة الواحدة، وذلك دون احتساب مصاريف الأكل والشرب.
طرق مبتكرة
في المقابل، تختار فئة أخرى طريقة أقل تكلفة بكثير من النموذج الذي عاينته "العربي الجديد" بين أحضان مدينة "محاميد الغزلان". بالقرب من سفوح جبال الأطلس شمال مدينة "ورزازات"، يتنقل ثلاثة شباب على درجات هوائية غريبة، هي وحدها أشبه بسرير متنقل يصلح أن يكون وسيلة نقل ومبيت في الوقت ذاته.
تبين أن المجموعة قادمة من جمهورية التشيك، وتطلّب وصولها إلى النقطة التي التقتهم فيها "العربي الجديد" من مدينة "مراكش" ستة أيام. وكشف أحد أفراد المجموعة واسمه "بافل" أن الدافع وراء اختيارهم هذا النوع من السياحة يتمثل في سببين، الأول الإعاقة التي يعاني منها أحد أفراد المجموعة، والذي يصعب عليه الحركة من دون الاستعانة بالدراجة التي صنع نموذجها خصيصاً لمثل حالته، والسبب الثاني، ودائما بحسب "بافل"، التكلفة الرخيصة جداً لرحلتهم، حيث لا يضطرون لحجز غرفة داخل فندق أو قصد مطاعم فاخرة، بل يكتفون فقط بطهو ما يشترونه من خضار، ويستعينون بخيمهم للمبيت.
وأوضح صاحب أحد وكالات السياحة الخاصة بالنقل السياحي لـ"العربي الجديد"، أن هذا التحول في سلوك السياح الأجانب أصبح سائداً بشكل كبير خلال الخمس سنوات الأخيرة، فالوافدون إلى مختلف مناطق المغرب تحوّل سلوكهم الاستهلاكي بشكل جذري.
وكشف الوكيل الذي يقود إحدى سيارات وكالته بنفسه، في رحلة رافقته خلالها "العربي الجديد"، أن مجموعات السياح التي عمل معهم أصبحت تفرض التوقف أمام أرخص المطاعم، وتسأل باستمرار عن الفنادق التي تعرض ما أمكن تسعيرة منخفضة على ليالي المبيت.
إقرأ أيضا: أساسيات ومقاصد التعليم الإلكتروني
رصدت "العربي الجديد" خلال رحلة امتدت لستة أيام قادتها إلى أشهر المناطق السياحية في المغرب، مجموعة من مظاهر "سياحة التقشف"، والتي يختار فيها السياح الأجانب العيش على القليل والاستمتاع ما أمكن بما قدموا لأجله.
داخل أحد فنادق مدينة "محاميد الغزلان" في عمق الصحراء الشرقية للمغرب، يصطف العديد من المركبات السياحية المختلفة الأشكال، منها مركبات مخصصة للسياحة، وبعضها الآخر عربات عادية، جعل منها مالكوها غرف فنادق متنقلة تلبي جميع الاحتياجات.
"غرف فندقية" متنقلة
وقالت كاترين، وهي سائحة قادمة من سويسرا، إن اختيارها وزوجها التنقل من بلدهم حتى أقصى نقطة في المغرب بوساطة سيارتهم الحمراء سببه الأزمة العالمية، حيث إن الرحلة ستكلفهم في المجمل 1500 يورو شاملة لجميع المصاريف (السفر، الإقامة، التغذية..).
أكدت كاترين في حديثها لـ "العربي الجديد" أن هذا المبلغ، قد لا يكفيهم طيلة شهر إجازتهم، في حال اختاروا حجز فندق داخل كل مدينة يريدون زيارتها، وكشفت أنهم عاقدون العزم على الاستمرار في رحلتهم بنفس الطريقة، وأن محطتهم التالية قبل العودة نحو شمال المغرب هي مدينة "أكادير".
داخل العربة السياحية المتنقلة التي استأجرتها كاترين، سرير صغير، وفي المقابل مكان صغير مخصص للطبخ، والفضاء المقابل خارجها يفترشونه بالحصير، حيث يتم وضع ثلاثة كراسي، واحد من الخشب واثنان من البلاستيك.
وتبلغ قيمة الاستفادة للإقامة داخل الفندق الذي قصدته "العربي الجديد" 75 درهما لليلة الواحدة (قرابة 8 دولارات). وتقسم هذه القيمة حسب جدول التسعيرة المعلقة على جدار باحة الاستقبال الخاص بالفندق على الشكل التالي: 30 درهم (قرابة 3.15 دولارات) سعر إيجار فضاء ركن العربة، 15 درهما (1.5 دولار) ثمن الاستفادة من الربط بشبكة الكهرباء ليوم واحد، و30 درهما (3.15 دولارات) أخرى مصاريف غسل الملابس. أي أن قيمة مبيت ليلة واحدة قد لا تتعدى 45 درهما (4.72 دولارات)، عوض حجز غرفة داخل نفس الفندق تصل قيمتها إلى 700 درهم (73.5 دولارا) لليلة الواحدة، وذلك دون احتساب مصاريف الأكل والشرب.
طرق مبتكرة
في المقابل، تختار فئة أخرى طريقة أقل تكلفة بكثير من النموذج الذي عاينته "العربي الجديد" بين أحضان مدينة "محاميد الغزلان". بالقرب من سفوح جبال الأطلس شمال مدينة "ورزازات"، يتنقل ثلاثة شباب على درجات هوائية غريبة، هي وحدها أشبه بسرير متنقل يصلح أن يكون وسيلة نقل ومبيت في الوقت ذاته.
تبين أن المجموعة قادمة من جمهورية التشيك، وتطلّب وصولها إلى النقطة التي التقتهم فيها "العربي الجديد" من مدينة "مراكش" ستة أيام. وكشف أحد أفراد المجموعة واسمه "بافل" أن الدافع وراء اختيارهم هذا النوع من السياحة يتمثل في سببين، الأول الإعاقة التي يعاني منها أحد أفراد المجموعة، والذي يصعب عليه الحركة من دون الاستعانة بالدراجة التي صنع نموذجها خصيصاً لمثل حالته، والسبب الثاني، ودائما بحسب "بافل"، التكلفة الرخيصة جداً لرحلتهم، حيث لا يضطرون لحجز غرفة داخل فندق أو قصد مطاعم فاخرة، بل يكتفون فقط بطهو ما يشترونه من خضار، ويستعينون بخيمهم للمبيت.
وأوضح صاحب أحد وكالات السياحة الخاصة بالنقل السياحي لـ"العربي الجديد"، أن هذا التحول في سلوك السياح الأجانب أصبح سائداً بشكل كبير خلال الخمس سنوات الأخيرة، فالوافدون إلى مختلف مناطق المغرب تحوّل سلوكهم الاستهلاكي بشكل جذري.
وكشف الوكيل الذي يقود إحدى سيارات وكالته بنفسه، في رحلة رافقته خلالها "العربي الجديد"، أن مجموعات السياح التي عمل معهم أصبحت تفرض التوقف أمام أرخص المطاعم، وتسأل باستمرار عن الفنادق التي تعرض ما أمكن تسعيرة منخفضة على ليالي المبيت.
إقرأ أيضا: أساسيات ومقاصد التعليم الإلكتروني