منذ منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم وككل عام، ارتدت الدول الإسكندنافيّة حلة الميلاد. وفي الأسبوع الأخير منه، أي قبل شهر من العيد، زيّنت المحلات التجاريّة واجهاتها من وحي المناسبة.
ولأن عيد الميلاد لا يكون من دون هدايا بالنسبة إلى مواطني البلدان الإسكندنافيّة، تصل المنازل مجلات دعائيّة مجانيّة تتضمّن أفكاراً لهدايا خاصة بالمناسبة، وعروضاً مغرية لهؤلاء الذين اعتادوا منذ الصغر على تقاليد تبادل الهدايا في عيد الميلاد. ويبدأ هؤلاء بكتابة قوائم الهدايا التي يرغبون في الحصول عليها قبل نحو شهر ويرسلونها بالبريد. لذا يحاول التجار التصويب على ما في جيوب المستهلكين الذين يدّخرون للمناسبة ما يستطيعون، خصوصاً أن الاحتفالات تمتدّ على أيام ثلاثة ابتداءً من 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
ويُستهدف المستهلكون نفسياً، بدءاً بتلك المجلات الدعائيّة التي تأتي بالألوان وتتضمّن عروضات خياليّة لا تحصى. من جهتها، تعمد متاجر كثيرة إلى عدم إرفاق البضائع المعروضة بأسعار، لتدفع الزبائن إلى دخولها. حينها، لن يخرج أحد بالتأكيد من دون أن يكون قد أنفق بعض المال فيها، حتى لو لم يشترِ القطعة التي كان يقصد السؤال عنها.
التمر كـ "طُعم"
في هذا الموسم، يكثر الطلب على التمر التونسي، وكذلك على أنواع عدّة من المكسرات التي يستخدمها أهل البلدان الإسكندنافيّة لصنع عجينة اللوز ولخلطها بشراب ساخن يأتي بلون أحمر غامق. ويستخدم أصحاب المتاجر التمر مثلاً كـ"طعم". فيعرضون علبة تمر تونسي فاخر قد لا يربح منها مسوّقوها سوى قروش بسيطة، من أجل تسويق بضائع أخرى. فحين يدخل المستهلكون مع أطفالهم للتبضّع، لن يخرجوا بعلبة التمر فقط. والفخّ يقع فيه الغني والفقير على حدّ سواء.
وللذين يستغربون الأمر، نعم يوجد فقراء في الدول الإسكندنافيّة وإنما مقاييس دول الشمال. وهؤلاء غير المقتدرين والعاجزين عن إسعاد أطفالهم في العيد، يسجلون أسماءهم على قوائم المستفيدين من "سلة الميلاد" التي تقدمها منظمات خيريّة وكنسيّة تهدف إلى مساعدتهم على تخطي اليأس الذي يصيبهم من جرّاء عدم قدرتهم تلك.
مليارات تُصرَف
إلى ذلك، يزداد متوسّط ما يصرفه مواطنو هذه الدول ممن هم فوق الثامنة عشرة في موسم الميلاد، عاماً بعد عام. ويُقدَّر ارتفاع استهلاك الفرد لعام 2014 بمتوسط 270 دولاراً أميركياً، وهو رقم يتجاوز ما كان قائماً قبل الأزمة الاقتصاديّة (عام 2008). فيسعد ذلك المستورد، خصوصاً أن التوقعات تظهر اندفاعاً نحو شراء مبكر للبط والإوز التي تعدّ مكوّن الوجبة الرئيسيّة لعشاء الميلاد مع كثير من الكستناء.
بالعودة إلى الهدايا، فإن متوسط ما يخصّصه الفرد الثري لشرائها يتراوح بين 700 و800 دولار، بينما يكتفي متوسطو الدخل بنحو 400 إلى 500 دولار. وعادة ما تأتي الهدايا بناءً على رغبات طالبيها الذين يضعون قوائم بما يريدون. ويمكن لأكثر من شخص المشاركة في تكاليف هديّة لشخص مهم بالنسبة إلى المجموعة، كالوالدَين مثلاً.
سوق المفرقعات الناريّة ينشط أيضاً في موسم عيد الميلاد. وحتى لو كان استهلاكها أكبر في رأس السنة، إلا أن شراءها يتم بالتزامن مع شراء مستلزمات الميلاد. وهو سوق يدرّ المليارات في دول الشمال. وكمتوسط، يستهلك مواطنو كل دولة من دول الشمال نحو 100 مليون دولار (لكل دولة).
وتقدّر الأوساط الاقتصادية ورجال الأعمال في كل دولة من دول الشمال قيمة ما يتم صرفه في شهر الميلاد، بمتوسّط يتراوح ما بين مليار ومليار ونصف المليار دولار.
سياحة وسفر
وتنشط شركات السفر والسياحة في موسم الميلاد أيضاً، في محاولة منها لجذب من يرغب في قضاء عيد الميلاد في دول دافئة، هرباً من أجواء الشمال الباردة. وقد تكون الوجهة جزر إسبانيا أو حتى أستراليا وأميركا الجنوبيّة. وفي هذا الموسم ترتفع تكاليف السفر والفنادق، الأمر الذي يدرّ دخلاً إضافياً على شركات الطيران التي ترفع ثمن تذاكرها، لعلمها بأن الطلب عليها في أيام الميلاد يرتفع عن الشهر الذي سبقه وعن الذي يليه.
إلى ذلك، وعلى الرغم من أن شجرة الميلاد ليست مرتبطة بطقوس دينيّة أصيلة بالميلاد نفسه، إلا أن سوقها يُعدّ مجالاً آخر من مجالات التفنّن في التسويق. فتلك الشجرة التي كانت غاية في البساطة، أصبحت اليوم بزينتها المختلفة والمتنوّعة تدرّ أرباحاً طائلة تُستثمَر في زراعتها واختراع ما يجملها من أجل مزيد من الربح.
ولأن عيد الميلاد لا يكون من دون هدايا بالنسبة إلى مواطني البلدان الإسكندنافيّة، تصل المنازل مجلات دعائيّة مجانيّة تتضمّن أفكاراً لهدايا خاصة بالمناسبة، وعروضاً مغرية لهؤلاء الذين اعتادوا منذ الصغر على تقاليد تبادل الهدايا في عيد الميلاد. ويبدأ هؤلاء بكتابة قوائم الهدايا التي يرغبون في الحصول عليها قبل نحو شهر ويرسلونها بالبريد. لذا يحاول التجار التصويب على ما في جيوب المستهلكين الذين يدّخرون للمناسبة ما يستطيعون، خصوصاً أن الاحتفالات تمتدّ على أيام ثلاثة ابتداءً من 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
ويُستهدف المستهلكون نفسياً، بدءاً بتلك المجلات الدعائيّة التي تأتي بالألوان وتتضمّن عروضات خياليّة لا تحصى. من جهتها، تعمد متاجر كثيرة إلى عدم إرفاق البضائع المعروضة بأسعار، لتدفع الزبائن إلى دخولها. حينها، لن يخرج أحد بالتأكيد من دون أن يكون قد أنفق بعض المال فيها، حتى لو لم يشترِ القطعة التي كان يقصد السؤال عنها.
التمر كـ "طُعم"
في هذا الموسم، يكثر الطلب على التمر التونسي، وكذلك على أنواع عدّة من المكسرات التي يستخدمها أهل البلدان الإسكندنافيّة لصنع عجينة اللوز ولخلطها بشراب ساخن يأتي بلون أحمر غامق. ويستخدم أصحاب المتاجر التمر مثلاً كـ"طعم". فيعرضون علبة تمر تونسي فاخر قد لا يربح منها مسوّقوها سوى قروش بسيطة، من أجل تسويق بضائع أخرى. فحين يدخل المستهلكون مع أطفالهم للتبضّع، لن يخرجوا بعلبة التمر فقط. والفخّ يقع فيه الغني والفقير على حدّ سواء.
وللذين يستغربون الأمر، نعم يوجد فقراء في الدول الإسكندنافيّة وإنما مقاييس دول الشمال. وهؤلاء غير المقتدرين والعاجزين عن إسعاد أطفالهم في العيد، يسجلون أسماءهم على قوائم المستفيدين من "سلة الميلاد" التي تقدمها منظمات خيريّة وكنسيّة تهدف إلى مساعدتهم على تخطي اليأس الذي يصيبهم من جرّاء عدم قدرتهم تلك.
مليارات تُصرَف
إلى ذلك، يزداد متوسّط ما يصرفه مواطنو هذه الدول ممن هم فوق الثامنة عشرة في موسم الميلاد، عاماً بعد عام. ويُقدَّر ارتفاع استهلاك الفرد لعام 2014 بمتوسط 270 دولاراً أميركياً، وهو رقم يتجاوز ما كان قائماً قبل الأزمة الاقتصاديّة (عام 2008). فيسعد ذلك المستورد، خصوصاً أن التوقعات تظهر اندفاعاً نحو شراء مبكر للبط والإوز التي تعدّ مكوّن الوجبة الرئيسيّة لعشاء الميلاد مع كثير من الكستناء.
بالعودة إلى الهدايا، فإن متوسط ما يخصّصه الفرد الثري لشرائها يتراوح بين 700 و800 دولار، بينما يكتفي متوسطو الدخل بنحو 400 إلى 500 دولار. وعادة ما تأتي الهدايا بناءً على رغبات طالبيها الذين يضعون قوائم بما يريدون. ويمكن لأكثر من شخص المشاركة في تكاليف هديّة لشخص مهم بالنسبة إلى المجموعة، كالوالدَين مثلاً.
سوق المفرقعات الناريّة ينشط أيضاً في موسم عيد الميلاد. وحتى لو كان استهلاكها أكبر في رأس السنة، إلا أن شراءها يتم بالتزامن مع شراء مستلزمات الميلاد. وهو سوق يدرّ المليارات في دول الشمال. وكمتوسط، يستهلك مواطنو كل دولة من دول الشمال نحو 100 مليون دولار (لكل دولة).
وتقدّر الأوساط الاقتصادية ورجال الأعمال في كل دولة من دول الشمال قيمة ما يتم صرفه في شهر الميلاد، بمتوسّط يتراوح ما بين مليار ومليار ونصف المليار دولار.
سياحة وسفر
وتنشط شركات السفر والسياحة في موسم الميلاد أيضاً، في محاولة منها لجذب من يرغب في قضاء عيد الميلاد في دول دافئة، هرباً من أجواء الشمال الباردة. وقد تكون الوجهة جزر إسبانيا أو حتى أستراليا وأميركا الجنوبيّة. وفي هذا الموسم ترتفع تكاليف السفر والفنادق، الأمر الذي يدرّ دخلاً إضافياً على شركات الطيران التي ترفع ثمن تذاكرها، لعلمها بأن الطلب عليها في أيام الميلاد يرتفع عن الشهر الذي سبقه وعن الذي يليه.
إلى ذلك، وعلى الرغم من أن شجرة الميلاد ليست مرتبطة بطقوس دينيّة أصيلة بالميلاد نفسه، إلا أن سوقها يُعدّ مجالاً آخر من مجالات التفنّن في التسويق. فتلك الشجرة التي كانت غاية في البساطة، أصبحت اليوم بزينتها المختلفة والمتنوّعة تدرّ أرباحاً طائلة تُستثمَر في زراعتها واختراع ما يجملها من أجل مزيد من الربح.