صيف عام 2008، وقعت في دبي واحدة من أبشع الجرائم التي نفذها رجل الأمن المصري محسن السكري، بتكليف من مواطنه رجل الأعمال المصري هشام طلعت. بعد 12 عاماً على مقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم في دبي، صدر قبل أيام قرار العفو عن المساجين، ويبدو أن القاتل محسن السكري في عداد الذين شملهم قرار العفو هذا. ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر العفو عن قاتل سوزان تميم، وانتقد المتابعون العفو الصادر الذي يقضي بإطلاق سراح السُكري، المدان بجريمة القتل. وتساءل الناس: كيف يحق لقضاء حكمَ سابقاً بالإعدام على السكري وطلعت، بتخفيض العقوبات إلى المؤبد؟ ها هما يتمتعان بالحرية، وكأن لا جريمة، ولا عقاب.
يتكرر السيناريو نفسه الذي شهدناه قبل ثلاث سنوات، إذ خرج هشام طلعت مصطفى من السجن عام 2017، بعد أن تحوّل إلى الشغل الشاغل لأبرز وسائل الإعلام في مصر، بسبب إدانته الواضحة في مقتل تميم. ونسبت النيابة العامة إلى هشام طلعت مصطفى سنة 2008 أنه اشترك بطريق التحريض والاتفاق والمساعدة مع محسن السكري في قتل المجني عليها، انتقاماً منها. ووجهت النيابة المصرية في سبتمبر/ أيلول من عام 2008 إلى السُكري تهمة قتل تميم مقابل مليوني دولار حصل عليها من هشام طلعت.
ولكن دفاع هشام طلعت نجح في تخفيض الحكم من الإعدام إلى السجن المؤبد، ثم 15 عاماً مع الشغل والنفاذ، فخففت محكمة جنايات القاهرة يوم 28 سبتمبر/ أيلول 2008 حكم الإعدام، الصادر ضد طلعت مصطفى، إلى السجن 15 عاماً، وها هو الحكم ذاته يتكرر مع السُكري، القاتل المنفذ، فيما تضاربت معلومات قبيل إطلاق طلعت بأنه مصاب بداء لا شفاء منه. ويبدو أن ذلك لم يكن سوى مجرد ادعاء لتسهيل مهمة الخروج من السجن والقول إنه يجب أن يعالج خارجه. لكن في نظرة سريعة على حياة طلعت ما بعد الإفراج، نجد أنه يمارس حياته كرجل أعمال بشكل عادي جداً، ويعمل في الترويج لنفسه عن طريق الدعاية والإعلام، فضلاً عن تلميع صورته عبر بعض الشاشات، ومنها مقابلته الشهيرة مع عمرو أديب بداية الشهر الحالي للحديث عن إعلان "مدينتي" وما أثاره من جدل، وأن طلعت تحول بقدرة قادر إلى حمل وديع لا هم له سوى إرضاء الناس والعملاء بحسب المكالمة مع أديب على شاشة mbc مصر.
اقــرأ أيضاً
حالة من الذهول سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعد قرار العفو الرئاسي عن المساجين، وتساءل البعض حول إمكانية إقناع الناس بأن هذا العفو هو عفو عادل، وكتب آخرون أنه مهما كانت أخطاء سوزان تميم كبيرة فهذا لا يعني أنه بإمكان أي كان تهديدها أو قتلها، في ظل اتهامات كثيرة تتعرض لها كونها امرأة فقط، وكأنها تجيز للقاتل القيام بفعله. فيما تلعب بعض الأصوات دور التطبيل لرجال أعمال على وتر الذكورية التي تسعى للنيل من سمعة تميم حتى بعد مقتلها والتأثير على الرأي العام المصري والعربي عموماً الذي لا يزال مذهولاً أمام قرار الرئيس بالعفو.
يتكرر السيناريو نفسه الذي شهدناه قبل ثلاث سنوات، إذ خرج هشام طلعت مصطفى من السجن عام 2017، بعد أن تحوّل إلى الشغل الشاغل لأبرز وسائل الإعلام في مصر، بسبب إدانته الواضحة في مقتل تميم. ونسبت النيابة العامة إلى هشام طلعت مصطفى سنة 2008 أنه اشترك بطريق التحريض والاتفاق والمساعدة مع محسن السكري في قتل المجني عليها، انتقاماً منها. ووجهت النيابة المصرية في سبتمبر/ أيلول من عام 2008 إلى السُكري تهمة قتل تميم مقابل مليوني دولار حصل عليها من هشام طلعت.
ولكن دفاع هشام طلعت نجح في تخفيض الحكم من الإعدام إلى السجن المؤبد، ثم 15 عاماً مع الشغل والنفاذ، فخففت محكمة جنايات القاهرة يوم 28 سبتمبر/ أيلول 2008 حكم الإعدام، الصادر ضد طلعت مصطفى، إلى السجن 15 عاماً، وها هو الحكم ذاته يتكرر مع السُكري، القاتل المنفذ، فيما تضاربت معلومات قبيل إطلاق طلعت بأنه مصاب بداء لا شفاء منه. ويبدو أن ذلك لم يكن سوى مجرد ادعاء لتسهيل مهمة الخروج من السجن والقول إنه يجب أن يعالج خارجه. لكن في نظرة سريعة على حياة طلعت ما بعد الإفراج، نجد أنه يمارس حياته كرجل أعمال بشكل عادي جداً، ويعمل في الترويج لنفسه عن طريق الدعاية والإعلام، فضلاً عن تلميع صورته عبر بعض الشاشات، ومنها مقابلته الشهيرة مع عمرو أديب بداية الشهر الحالي للحديث عن إعلان "مدينتي" وما أثاره من جدل، وأن طلعت تحول بقدرة قادر إلى حمل وديع لا هم له سوى إرضاء الناس والعملاء بحسب المكالمة مع أديب على شاشة mbc مصر.