الدراجات الهوائية في أوروبا جزء من ثقافة الشعب ككلّ برجاله ونسائه وأطفاله. هي وسيلة نقل رئيسية لهم في عديد من الدول خصوصاً ألمانيا وفرنسا وهولندا والنمسا. أما في سورية، فالأمر مختلف. هي أولاً ليست وسيلة نقل شائعة، كما أنّ ركوبها يقتصر على الذكور بشكل شبه كامل. حتى أنّ نساء كثيرات لم يقدن دراجة طوال عمرهن.
اللجوء بدّل هذا الأمر أيضاً. لاجئات سوريات كثيرات تعرّفن على الدراجات الهوائية اليوم وتعلمن ركوبها وقيادتها في عديد من الدول الأوروبية، وهو ما يشكل مفارقة بالنسبة إليهنّ، وخبرة جديدة تضاف إلى ما يعشنه في الغربة ويتعلمنه، خصوصاً أنّ قيادة الدراجة تمثل أيضاً أحد أشكال المساواة بين الرجل والمرأة.
تعيش رندة (31 عاماً) في مدينة صغيرة في شمال فرنسا. تقول إنّ "سكان المدينة جميعاً بمن فيهم المسنون، يتقنون ركوب الدراجة الهوائية، معظمهم يعتمد عليها في جميع تنقلاته". تضيف: "الباصات هنا نادرة، ولا نملك سيارة خاصة. طوال الفترة الماضية لم أستطع الخروج من المنزل كثيراً، كان زوجي يخرج على الدراجة وأبقى وحدي. أصبح الأمر مزعجاً بالنسبة إلي، تحولت حياتي إلى فترة انتظار مليئة بالرتابة، إلى أن قررت أن أتعلم ركوب الدراجة، وتغير كل شيء".
واصلت رندة التدرّب على ركوب الدراجة لمدة أسبوع في الحديقة المجاورة لمنزلها. تقول: "ساعدني زوجي في التدريب. عديدون كانوا ينظرون إليّ باستغراب، فمن النادر أن ترى شخصاً يتعلم ركوب الدراجة بعمر متأخر، وبعضهم كان يشجعني. في نهاية الأسبوع، أصبح جسمي مليئاً بالرضوض والخدوش، لكنه ثمن مقبول مقابل تعلم ركوب الدراجة. في النهاية فعلتها، كان شعوراً رائعاً مشيت بها مسافة طويلة ولم أقع. في الحقيقة لم أكن أتوقع أنّي سأركب الدراجة الهوائية في حياتي".
بدورها، تقول سمر (28 عاماً) التي تعيش في العاصمة الهولندية أمستردام: "تعاني مناطق عديدة في هولندا من عدم توفّر وسائل نقل فيها، سوى الدراجات الهوائية. معظم الشبان والرجال السوريين يحلون المشكلة بشراء دراجات بعد وصولهم. لكنّ الفتيات والنساء يقعن تحت وطأة هذه الأزمة". تضيف: "بالنسبة إلي، لم أكن واثقة بقدرتي على تعلم ركوب الدراجة الهوائية. لطالما شعرت بأنه حلم لن أستطيع تحقيقه بعد اليوم. لكنّ المساعدة الاجتماعية شجعتني كثيراً، وأحضرت لي دراجة كي أتعلم عليها. وبالفعل، تعلمت مع مجموعة من الفتيات السوريات، إنه نشاط ممتع جداً، شعرت بالحرية.. شعرت بأنّي أطير في الهواء".
لم تتمكن سمر وفتيات كثيرات في سورية من تعلم ركوب الدراجة في عمر الطفولة. تروي: "أذكر جيداً أن والدَيّ منعاني من التعلم على دراجة أخي في الشارع. قالا لي إنّ ركوب الفتاة الدراجة عيب. قدتها أكثر من مرة داخل البيت لكنه كان ضيقاً. كنت أحسد أخي على حريته كثيراً". تتابع: "لدينا عدد كبير من العادات البالية التي لا يمكنني التسامح معها. في أول مرة ركبت فيها الدراجة الهوائية في هولندا التقطت صورة وأرسلتها إلى والدَيّ، وقلت لهما مازحة: انظرا لقد حصلت على دراجة أخيراً".
صبحية الحاج أمّ لثلاث فتيات تعيش مع زوجها في مركز للمهاجرين في برلين. تشير إلى أنّ "ناشطين ألمان يعملون على تشجيع المهاجرين عموماً على ركوب الدراجات، وقد وزّع بعضهم دراجات مستعملة في المركز كتبرع. حصلت طفلتاي الكبيرتان على دراجتين، جلبتا لهما السعادة إذ لم تتح لهما الفرصة في سورية لتعلم ركوب الدراجات". تتابع: "شجعني هذا على التعلم أيضاً، لكنني ما زلت أنتظر فرصتي في الحصول على واحدة أو شرائها. أنتظر اليوم الذي سنتمكن فيه من التنزه جميعاً على الدراجات كما تفعل العائلات في ألمانيا".
من شروط الاندماج
لا تستطيع السورية المهاجرة إلى ألمانيا صبحية أن تحدد سبب منع الفتيات من ركوب الدراجات في سورية: "ربما هو مزيج من الخوف والخجل. لا يرغب الأهل في تعريض أطفالهم للمضايقة من قبل المجتمع، وإن كانوا غير مقتنعين بعاداته". هنا الوضع مختلف، فركوب الدراجة الهوائية بالنسبة إلى المهاجرين السوريين أحد شروط الاندماج الاجتماعي التي تدعمها دورات تنظمها الحكومة الألمانية".
اقرأ أيضاً: ألمانيا ودرّاجاتها الهوائيّة
اللجوء بدّل هذا الأمر أيضاً. لاجئات سوريات كثيرات تعرّفن على الدراجات الهوائية اليوم وتعلمن ركوبها وقيادتها في عديد من الدول الأوروبية، وهو ما يشكل مفارقة بالنسبة إليهنّ، وخبرة جديدة تضاف إلى ما يعشنه في الغربة ويتعلمنه، خصوصاً أنّ قيادة الدراجة تمثل أيضاً أحد أشكال المساواة بين الرجل والمرأة.
تعيش رندة (31 عاماً) في مدينة صغيرة في شمال فرنسا. تقول إنّ "سكان المدينة جميعاً بمن فيهم المسنون، يتقنون ركوب الدراجة الهوائية، معظمهم يعتمد عليها في جميع تنقلاته". تضيف: "الباصات هنا نادرة، ولا نملك سيارة خاصة. طوال الفترة الماضية لم أستطع الخروج من المنزل كثيراً، كان زوجي يخرج على الدراجة وأبقى وحدي. أصبح الأمر مزعجاً بالنسبة إلي، تحولت حياتي إلى فترة انتظار مليئة بالرتابة، إلى أن قررت أن أتعلم ركوب الدراجة، وتغير كل شيء".
واصلت رندة التدرّب على ركوب الدراجة لمدة أسبوع في الحديقة المجاورة لمنزلها. تقول: "ساعدني زوجي في التدريب. عديدون كانوا ينظرون إليّ باستغراب، فمن النادر أن ترى شخصاً يتعلم ركوب الدراجة بعمر متأخر، وبعضهم كان يشجعني. في نهاية الأسبوع، أصبح جسمي مليئاً بالرضوض والخدوش، لكنه ثمن مقبول مقابل تعلم ركوب الدراجة. في النهاية فعلتها، كان شعوراً رائعاً مشيت بها مسافة طويلة ولم أقع. في الحقيقة لم أكن أتوقع أنّي سأركب الدراجة الهوائية في حياتي".
بدورها، تقول سمر (28 عاماً) التي تعيش في العاصمة الهولندية أمستردام: "تعاني مناطق عديدة في هولندا من عدم توفّر وسائل نقل فيها، سوى الدراجات الهوائية. معظم الشبان والرجال السوريين يحلون المشكلة بشراء دراجات بعد وصولهم. لكنّ الفتيات والنساء يقعن تحت وطأة هذه الأزمة". تضيف: "بالنسبة إلي، لم أكن واثقة بقدرتي على تعلم ركوب الدراجة الهوائية. لطالما شعرت بأنه حلم لن أستطيع تحقيقه بعد اليوم. لكنّ المساعدة الاجتماعية شجعتني كثيراً، وأحضرت لي دراجة كي أتعلم عليها. وبالفعل، تعلمت مع مجموعة من الفتيات السوريات، إنه نشاط ممتع جداً، شعرت بالحرية.. شعرت بأنّي أطير في الهواء".
لم تتمكن سمر وفتيات كثيرات في سورية من تعلم ركوب الدراجة في عمر الطفولة. تروي: "أذكر جيداً أن والدَيّ منعاني من التعلم على دراجة أخي في الشارع. قالا لي إنّ ركوب الفتاة الدراجة عيب. قدتها أكثر من مرة داخل البيت لكنه كان ضيقاً. كنت أحسد أخي على حريته كثيراً". تتابع: "لدينا عدد كبير من العادات البالية التي لا يمكنني التسامح معها. في أول مرة ركبت فيها الدراجة الهوائية في هولندا التقطت صورة وأرسلتها إلى والدَيّ، وقلت لهما مازحة: انظرا لقد حصلت على دراجة أخيراً".
صبحية الحاج أمّ لثلاث فتيات تعيش مع زوجها في مركز للمهاجرين في برلين. تشير إلى أنّ "ناشطين ألمان يعملون على تشجيع المهاجرين عموماً على ركوب الدراجات، وقد وزّع بعضهم دراجات مستعملة في المركز كتبرع. حصلت طفلتاي الكبيرتان على دراجتين، جلبتا لهما السعادة إذ لم تتح لهما الفرصة في سورية لتعلم ركوب الدراجات". تتابع: "شجعني هذا على التعلم أيضاً، لكنني ما زلت أنتظر فرصتي في الحصول على واحدة أو شرائها. أنتظر اليوم الذي سنتمكن فيه من التنزه جميعاً على الدراجات كما تفعل العائلات في ألمانيا".
من شروط الاندماج
لا تستطيع السورية المهاجرة إلى ألمانيا صبحية أن تحدد سبب منع الفتيات من ركوب الدراجات في سورية: "ربما هو مزيج من الخوف والخجل. لا يرغب الأهل في تعريض أطفالهم للمضايقة من قبل المجتمع، وإن كانوا غير مقتنعين بعاداته". هنا الوضع مختلف، فركوب الدراجة الهوائية بالنسبة إلى المهاجرين السوريين أحد شروط الاندماج الاجتماعي التي تدعمها دورات تنظمها الحكومة الألمانية".
اقرأ أيضاً: ألمانيا ودرّاجاتها الهوائيّة