ترفض معظم المستشفيات التركية في الآونة الأخيرة، السماح للسوريين بالتبرع بالدم تحت أي ظرف، بزعم الخوف من وجود أمراض غير ظاهرة لدى اللاجئين نتيجة الحرب أو الإصابة بالغاز الكيميائي، بحسب ما يرويه سوريون.
وتحدث كثير من اللاجئين السوريين في تركيا، مع "العربي الجديد"، عن منعهم من التبرع بالدم في المستشفيات التركية، أياً كانت الحالة الصحية للمريض الذي بحاجة للتبرع، وحتى في حال قبول أهل المريض الحصول على الدم من المتبرع السوري.
وقال اللاجئ السوري علاء حمدان، لـ"العربي الجديد"، إن شقيقه تعرض لحادث سير في مدينة إسطنبول، وأصيب بجراح خطرة، وعند نقله إلى أقرب مستشفى تبين أنه فقد كمية كبيرة من الدم. "أدخلوا أخي غرفة العمليات، وبعد دقائق خرج الطبيب يقول نريد دماً"، وللأسف لم تكن فصيلة دم أخي متوفرة لدى المشفى.
ويضيف "اتصلت بصديقي، ولديه نفس فصيلة الدم المطلوبة، وأتى مسرعاً، وعندما وصل دخل إلى غرفه للتبرع، لكن عندما عرفوا أنه سوري لم يقبلوا أن يتبرع. على الرغم من الوضع الحرج الذي كان فيه أخي، وكان الرفض بحجة أنّ دم المواطنين السوريين مصاب بالأمراض من أثر الحرب والكيميائي، وأن هذه الأمراض قد تكون خفية ولا تظهر إلا فيما بعد"، وانتظر الأطباء وصول أكياس الدم من مستشفى آخر.
تجربة أخرى رواها لـ"العربي الجديد"، اللاجئ محمد حبيب، حول ولادة زوجته المتعسرة، حين تعرضت إلى نزيف حاد، وطلبت الطبيبة إحضار ثلاثة أكياس من الدم لإنقاذ حياة زوجته، ولم يكن في المستشفى سوى كيس واحد، واتصل محمد بأقربائه لطلب المساعدة، لكن المستشفى منع أي سوري أن يتبرع بالدم، وانتظر إحضار الدم من البنك، على الرغم من خطورة وضع الزوجة.
وقال سامر مللي، وهو مترجم سوري في إحدى المشافي التركية لـ"العربي الجديد"، إن "المستشفيات التركية لا تقبل التبرع من السوريين حصراً، بسبب تعرضهم لهجمات بالكيميائي الذي تم استخدامه من قبل النظام، والمستشفيات تخشى من وجود أمراض تظهر آثارها لاحقا وانتشارها عن طريق التبرع بالدم".
وتضم تركيا أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري يتوزعون على مختلف الولايات والمخيمات في الولايات القريبة من الحدود مع سورية.