تتواصل المعاناة الإنسانية والاجتماعية لـ54 لاجئاً سورياً عالقين، منذ نحو أسبوعين على الحدود المغربية الجزائرية، في منطقة فكيك أقصى شرق المغرب، حيث يبدو الأمل ضئيلاً في إنهاء مشكلتهم خلال الأيام المقبلة.
وتتبادل السلطات المغربية والجزائرية التهم بشأن تحمل مسؤولية هؤلاء اللاجئين، حيث تتهم الرباط الجزائر أنها سهلت عبورهم نحو الأراضي المغربية، بينما تتهم الجزائر المغرب بأنه حوّل قضية اللاجئين إلى ملف سياسي.
وبعيداً عن المسؤولية السياسية في الملف التي تتقاذفها سلطات البلدين، يعيش اللاجئون السوريون معاناة إنسانية واجتماعية متزايدة مع مرور الأيام، وفق إفادات نشطاء من مدينة فكيك.
وقال النشطاء لـ"العربي الجديد"، إن اللاجئين السوريين المتواجدين في المنطقة الحدودية بين المغرب والجزائر، يعيشون ظروفاً صعبة بسبب الطقس الحار والجوع، خاصة الأطفال الصغار.
ووصل اللاجئون السوريون إلى المنطقة بين يومي 17 و19 أبريل/نيسان الماضي، قبل أن تعيدهم السلطات المغربية إلى الجزائر من حيث جاؤوا، ويفتقرون منذ ذلك الحين إلى مستلزمات الحياة الضرورية من أكل وشرب ومأوى.
وأقام اللاجئون خياماً بسيطة مهترئة تقيهم ضربات الشمس، في مكان نائي تراقبه القوات المغربية والجزائرية على حد السواء، فيما يتدبرون المأكل والمشرب بصعوبة بالغة مما تجود به أسر مغربية.
ووفق مصادر "العربي الجديد"، فإن السكان يعمدون إلى جمع الطعام وتمريره بطرقهم الخاصة إلى حيث يتواجد اللاجئون السوريون، من أجل الإبقاء على حياتهم.
ورفع نشطاء محليون تقارير إلى مكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالمغرب، يحذرون من خلالها من المأساة الإنسانية التي تهدد حياة اللاجئين السوريين، الذين لم تقبلهم سلطات البلدين، مما يعرض حياتهم لخطر داهم.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن هناك تنسيقاً يهدف إلى إيجاد مخرج للأزمة، ويراعي مسؤولية كل طرف في الملف.
وكان ملف اللاجئين موضوع اتهامات مباشرة بين مسؤولي البلدين، فالوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المغربي، عبد الكريم بنعتيق، اعتبر أن اللاجئين يتواجدون فوق أرض جزائرية، بينما سعيدة بن حبيلس، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، قالت، إن هؤلاء اللاجئين عالقون داخل أراض مغربية.