"خرج ولم يعد" هي حكاية الكثير من ضحايا الإخفاء القسري في سورية على مدى عقود طويلة، إذ يحرم الجميع من أبسط حقوقهم. ولا تراعي الأجهزة الأمنية القوانين أو الاتفاقيات الدولية، لتعتمد الخطف أسلوباً لإخفاء ضحاياها سواء لأسباب سياسية أو غير ذلك. وما زال مصير البعض مجهولاً حتى اليوم. قبل نحو ثماني سنوات، وتحديداً مساء العشرين من شهر سبتمبر/ أيلول في عام 2012، كانت عائلة المعارض عبد العزيز الخير وبعض أصدقائه ينتظرونه على العشاء بعد وصوله من مطار دمشق الدولي قادماً من الصين، بعد زيارته إياها ومجموعة من المعارضين. استقل السيارة مع ماهر طحان وإياس عياش اللذين قدما لاصطحابه. وصعد من كان معه في الوفد بسيارة أخرى. اجتازت الأخيرة حاجزاً تابعاً للاستخبارات الجوية، فيما لم تنجح في ذلك سيارة الخير ورفاقه. وعلى الرغم من مناشدات العديد من المنظمات الإنسانية والحقوقية والدول، يصرّ النظام على إنكار اعتقال الخير ورفاقه.