سوريون حاولوا الهرب للخارج عبر لبنان فتحوّلوا إلى رهائن

16 يونيو 2020
مخيم للاجئين السوريين في سهل البقاع اللبناني (Getty)
+ الخط -

انشغلت الأوساط اللبنانية، في اليومين الماضيين، بقضية تحرير رهائن في بلدة بريتال البقاعية، عددهم 23، من الجنسية السورية، وذلك يوم الأحد الماضي، والتي لا يزال يسودها الكثير من الغموض رغم صدور بيانين اثنين عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه في لبنان، بيد أنّ المؤكد في الملف أنّ هؤلاء كانوا يخططون للهرب بحراً إلى الخارج.

وأوضحت القيادة في بيان، نشر أمس الاثنين، أنه "بعد اجراء التحقيقات مع أحد الخاطفين الموقوفين والمخطوفين المحررين، تبيّن أنّ المخطوفين الـ23 الذين حرّروا يوم الأحد كانوا يريدون الهرب بحراً إلى إحدى الدول الأوروبية، وبعد فشل مسعاهم، تدخل أحد الوسطاء الذي أرشدهم إلى المدعو (ح. ب)، وهو لبناني، بحجة أنه يستطيع مساعدتهم على الهرب، فاستدرج أول مجموعة، وهي 8 أشخاص، منذ نحو أسبوعين إلى بلدة بريتال واحتجزهم في أحد المنازل، وقام بتقييد أرجل الرجال بسلاسل معدنية، ثم مجموعة ثانية من 15 شخصاً إلى منزل آخر".

ويضيف البيان، "بعد توافر المعلومات لمديرية المخابرات وجمع المعطيات اللازمة، دهمت قوة خاصة أول منزل وتمكنت من تحرير المخطوفين وتوقيف اللبناني (ح. ب)، الذي اعترف بوجود مجموعة أخرى من المخطوفين في منزل آخر، فتمت مداهمة المكان وتحرير المخطوفين وإصابة أحد الخاطفين، وهو المواطن السوري الملقب بـ"الشقور" الذي توفي لاحقاً خلال المداهمة، وتعرضت الدورية لإطلاق نار، فيما تمكّن الآخر من الهرب وهو لبناني. ولا يزال التحقيق جارياً معهم فيما تتم ملاحقة اللبناني الفار والوسيط".

وأكد مسؤول في المنطقة لـ"العربي الجديد" أنّ الأشخاص السوريين يقطنون في لبنان منذ فترة وحالتهم الصحية جيدة، وهم موقوفون حالياً رهن التحقيق حتى تتضح كامل ملابسات القضية والمتورطين فيها، مشيراً إلى أنّ السوريين لجأوا إلى مهرب لبناني وآخر سوري بهدف تأمين نقلهم بحراً إلى إيطاليا، لكن تم استدراجهم وتقسيمهم إلى دفعات بذريعة أنهم يعملون على إنهاء أوراقهم ومستلزمات سفرهم، وتحضير خطة محكمة منعاً لفضح أمرهم، لكن المهربين، وبعدما حصلا على المال من المواطنين السوريين، أرادا جني المزيد من خلال خطفهم ومساومتهم على مبالغ إضافية.

وكشف المرجع أنّ المهربين قاما بالاعتداء على النساء المخطوفات وضربهنّ، وخلال المداهمات قتل المهرب السوري، فيما فرّ المهرب اللبناني، علماً أنه مقيم في بريتال لكنه ليس من سكانها.

في حين يقول أحد أبناء البلدة، الذي يسكن على مقربة من المهرب اللبناني ومطلع على الملف، إنّ الأخير ينشط في عمليات تهريب الأشخاص والبضائع والممنوعات، وقد دبّر أمر تهريب السوريين إلى الخارج، ومنهم من أتى إلى لبنان قبل أيام فقط بهدف السفر، وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها بهكذا عمليات، مستبعداً حصول عملية خطف.