كشفت "اللجنة الدولية لحماية الصحافيين" (CPJ) في تقريرها الصادر في الذكرى السنوية الثالثة لمكافحة الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحافيين، عن تغيير جذري في تعداد البلدان التي شهدت نسبة اعتداء وقتل صحافيين مرتفعة.
وقد احتلت بلدان جديدة المراتب الأولى لجهة قتل وخطف الصحافيين، إذ أدى كمين استهدف موكب سيارات في جنوب السودان، وجرائم قتل مدونين بتقطيع أوصالهم في بنغلاديش خلال عام 2015، إلى دخول هذين البلدين في المؤشر الدولي للإفلات من العقاب الذي تعده اللجنة.
ويسلط الضوء على البلدان التي يُقتل فيها الصحافيون فيما يظل القتلة بلا عقاب. وقد خرجت كولومبيا من المؤشر، إذ تراجع فيها العنف الفتاك ضد الصحافيين ليصبح جزءاً من الماضي.
وللمرة الأولى منذ بدأت اللجنة بإصدار هذا المؤشر عام 2008 لم يحتل العراق المرتبة
الأسوأ، والتي كانت من نصيب الصومال في هذا العام. ويعكس هذا التغيّر الخسائر المستمرة في الأرواح بين الصحافيين في الصومال، حيث تكرر قتل صحافي واحد أو أكثر كل عام على امتداد العقد الماضي.
وانتقلت سورية من المرتبة الخامسة إلى المرتبة الثالثة بسبب التعامل الوحشي لتنظيم "الدولة الإسلامية" مع الصحافيين. فمنذ أغسطس/آب 2014 قام عناصر التنظيم بذبح ثلاثة مراسلين صحافيين دوليين، ونشروا مقاطع فيديو حول عمليات الإعدام عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضاً: محنة الصحافيين اليمنيين: الإخفاء والتعذيب
ويعتبر التنظيم مسؤولاً أيضاً عن عمليات خطف وقتل صحافيين في العراق، إلا أن اللجنة لم تتمكن من التحقق منها حتى الساعة، فيما احتلت الفلبين المرتبة الرابعة، وهي البلد الوحيد بين
البلدان التي تحتل المراتب الخمس الأولى التي لا تشهد نزاعاً مسلحاً واسع النطاق.
ويصدُر مؤشر الإفلات من العقاب تمهيداً للاحتفال باليوم الدولي الثاني لمكافحة الإفلات من العقاب، في الجرائم المرتكبة بحق الصحافيين في 2 نوفمبر/تشرين الثاني، وقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم الدولي.
وتدرس اللجنة في هذا الإصدار جرائم القتل ضد الصحافيين التي وقعت ما بين 1 سبتمبر/أيلول 2005 و31 أغسطس/آب 2015 في كل بلد في العالم. ولا يشمل المؤشر سوى البلدان التي وقعت فيها خمس جرائم قتل أو أكثر ولم يُكشف عن مرتكبيها. وبلغ العدد الكلي لجرائم القتل التي تم تحليلها لغرض إعداد هذا المؤشر 270 جريمة.
وأكّد التقرير أن 83 بالمائة من جرائم القتل التي لم يُكشف عن مرتكبيها في العالم وقعت أثناء
فترة السنوات العشر التي تنتهي بيوم 31 أغسطس/آب 2015، في البلدان الأربعة عشر الواردة في المؤشر مجتمعةً، 96 بالمائة من ضحايا تلك الجرائم هم صحافيون محليون كان معظمهم يغطي الشؤون السياسية، وقضايا الفساد في أوطانهم. وبحسب CPJ، البلدان الأربعة عشر التي قُتل فيها خمسة صحافيين على الأقل ولم يُكشف عن أي من مرتكبيها هي: المكسيك، باكستان، روسيا، البرازيل، بنغلاديش، نيجيريا، الهند، الصومال، العراق، سورية، الفلبين، جنوب السودان، سريلانكا وأفغانستان.
اقرأ أيضاً: عندما يكون بلدك الأخطر على حياتك