وكانت الغوطة شهدت خلال الفترة الماضية حوادث احتكاك عدة بين "داعش" وفصائل المعارضة، بدأت بانفجار سيارة مفخخة في سوق شعبي في مدينة دوما، وتسببت في سقوط العديد من القتلى والجرحى.
وسرعان ما اتهم "جيش الإسلام"، تنظيم "داعش"، بتفجير السيارة، وتبعها اغتيال القاضي المنشق، أنس أبو همام، بعدما كان قد لجأ لـ"جيش الإسلام"، معلناً عودته عن مبايعة أمير تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي.
وعقب حدوث تبادل لإطلاق نار محدود واعتقالات بين الطرفين، تسببت في مقتل مقاتل من "جيش الإسلام"، تدخلت وساطات عدة بين الطرفين وهدّأت من أجواء التوتر بشرط إطلاق سراح المعتقلين وتقديم القاتل إلى المحكمة.
وقال رئيس المجالس المحلية في الغوطة الشرقية، نزار الصمادي، لـ"العربي الجديد"، إن "القوى الثورية في الغوطة متفاهمة ومتفقة، وأرسلت لـ"داعش" استيضاحات عدة، حول ما إذا كانت تعتبر نفسها دولة، وما موقفها من التكفير".
وأوضح الصمادي أن "الغوطة ليست مكاناً للتنظيم، بل قامت فيها الثورة لإسقاط النظام وبناء دولة قانون، كما أن الفكر التكفيري في الغوطة ليس مقبولاً، بل منبوذ أيضاً، والفصائل المقاتلة متفقة على أن التنوع ضروري في سورية للنهوض بواقع الحال".
وأضاف "نحن ننتظر اليوم ردّ التنظيم، وعليه ستقرر الفصائل صيغة تعاملها معه"، مشيراً إلى أنه "في حال التزم "داعش" بالشروط والقواعد، سيعتبر أحد الفصائل المقاتلة، مثل جبهة النصرة المتفرغة للقتال على الجبهات، والتي لا تتدخل في الشؤون الإدارية والسياسية للغوطة".
من جهته، أفاد مصدر مطلع لـ"العربي الجديد"، رفض الكشف عن اسمه، أن "فصائل الغوطة عاقدة العزم على منع إثارة أي فصيل للقلاقل، ولا سيما "داعش"".
وقلّل المصدر من أهمية ما يتم الحديث عنه حول "داعش" والغوطة، وأوضح أن "عدد مقاتلي التنظيم في الغوطة لا يتجاوز 300 مقاتل، قادته من الغرباء ومساعديهم من الغوطة، ولا يمتلكون حاضنة شعبية، أو مداً خارج الغوطة".
وأكد أن "التنظيم يستند إلى فكر القاعدة، وهو فكر يضخّم الحقائق، إذ يعمد عناصر "داعش" إلى أخذ العديد من المقرات وتقسيم أنفسهم لمجموعات بين 25 و50 شخصاً، يقومون بزيارة تلك المقرات وإيهام الناس أن أعدادهم كبيرة".
وكانت بدايات ظهور تنظيم "داعش" في الغوطة قبل عام. وتكوّن من مجموعة من المنشقين عن "جبهة النصرة"، وبعض العناصر الهاربين من كتائبهم. وقد لمع اسم التنظيم مجدداً بعدما حقق انتصارات كبيرة في العراق، ونقل الكثير من العتاد والسلاح والمال إلى سورية، مما قد يمهد لمعركة جديدة في سورية.