تواصل قوات النظام السوري حملة بدأتها في بدايات شهر آب/ أغسطس الفائت على مدينة داريا (جنوب غرب دمشق) المحاصرة منذ نحو عامين. ولم تُقم صلاة عيد الأضحى الخميس الفائت بسبب القصف الكثيف بالبراميل المتفجرة وصواريخ الميغ.
وقصف طيران النظام داريا، وهي من أوائل مدن الريف الدمشقي الثائرة، منذ الثاني من آب/ أغسطس وحتى أمس الإثنين بـ 809 براميل متفجرة، و127 صاروخ أرض-أرض (فيل)، إضافة إلى مئات الأسطوانات المتفجرة، والقذائف المدفعية، وفق المجلس المحلي للمدينة، والذي ذكر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أن القصف تسبب بمقتل 45 مدنياً.
واستعصت المدينة المحاصرة على قوات الأسد، والتي حاولت مراراً اقتحامها مستخدمة سياسة "الأرض المحروقة"، والتي تسببت بمقتل المئات من أبناء المدينة وتدمير القسم الأكبر منها.
لم يكتف ثوار داريا بالدفاع عنها فحسب، بل قاموا بعدة عمليات ناجحة، وقتلوا عدداً كبيراً من ضباط وعناصر قوات النظام بينهم رتب عالية كانت تقود عمليات النظام ضد المدينة، كان آخرها معركة "لهيب داريا"، والتي سيطر خلالها الثوار على كتل استراتيجية محاذية لمطار المزة العسكري، بعد معارك عنيفة مع قوات الأسد.
وأكد الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام في الثالث من الشهر الجاري، أن المعارك أسفرت أيضاً عن مقتل 150 شخصاً من قوات الأسد، وأسر عنصرين، وسحب 46 جثة، بالإضافة إلى عطب 8 عربات متنوعة بينها دبابات لقوات الأسد.
وتعد داريا، وهي كبرى مدن الغوطة الغربية لدمشق، من المدن السورية التي تعرضت لمجازر كبرى بحق أبنائها من قبل قوات النظام، إذ لا ينسى السوريون المجزرة التي اقترفتها في العشرين من أغسطس/ آب، ثاني أيام عيد الفطر، من عام 2012، حيث قتلت أكثر من 500 مدني على مدى عدة أيام، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
تشرد أغلب أهالي داريا داخل سورية وخارجها، وبقي عدة آلاف منهم يعيشون "وضعاً صعباً نتيجة الحصار المفروض من قبل قوات النظام لما يزيد عن عامين ونصف العام، إضافة لدمار البنى التحتية من شبكات مياه وكهرباء واتصالات، وقد شهد الحصار تشديداً إضافياً منذ بداية العام"، وفق المجلس المحلي في المدينة.
اقرأ أيضاً: غاراتٌ بالغوطة.. ومحاولة اغتيال زوجة هلال الأسد باللاذقية