19 ابريل 2021
سورية.. بداية جديدة
مع تجدّد المظاهرات في المنطقة الشمالية من سورية، تدخل الثورة إلى مرحلةٍ تضمر مقوماتٍ متنوعةً، يمكن أن تساعد على تجديدها وتحريرها من الأخطاء والعيوب التي لازمت مرحلتها الأولى بين العام 2011 ويومنا الراهن، وأهمها إطلاقا انزياحها عن برنامج "الحرية للشعب السوري الواحد" الذي أنتجته خيارات سياسية خاطئة، اعتمدتها جهاتٌ مثلت الثورة، وتدخلات كثيفة مارستها جهاتٌ وأحزاب محلية، وضغوط وإغراءات خارجية، عربية ودولية، أدت إلى تبنّي برنامجٍ غلبت عليه المذهبية، التقى مع جهود الأسد لتطييف الثورة ومذهبتها وعسكرتها، وأخرجها عن مسارها الأصلي، وهدّد استمرارها نفسه، لولا ما قدّمه الشعب من تضحيات لإدامتها.
واليوم، والمرحلة الجديدة تستعيد برنامج الثورة الأصلي: الحرية للشعب السوري الواحد، وتبشر بطيّ صفحة المذهبية والانقسام الداخلي، لا بد من رفض الخروج على هذا البرنامج، وأي جهد يقيّد حراك الشعب السوري من أجل الحرية أو يحرفه عن مساره، ومن المحتم التمسّك بالحرية هدفا مشتركا وجامعا للسوريين لا هدف لهم غيره، ولا يتهاونون مع الذين يضعفون فرص تحقيقه من إرهابيين ومذهبيين وفوضويين، وإلا ضاعت تضحياتهم وفشلت ثورتهم، في حال كرّرت المرحلة الجديدة ما وقع في المرحلة السابقة من تناقضاتٍ في الأهداف، وافتقار إلى برامج وخطط تنفيذية تضبط النشاط الثوري، وقيادة توحّد المجالين، السياسي والعسكري، وراء برنامج الحرية، ومرجعية القيادة الملتزمة به التي يجب تشكيلها من شباب الداخل ومناضليه الثوريين: أنصار الحرية ووحدة الشعب الذين يجب أن يقوّضوا قدرة الأسدية على التلاعب بتناقضات المجتمع السوري والإفادة منها.
في المرحلة السابقة التي توشك على الانتهاء ساعدت حالة الانتفاض المجتمعي الهائل، العفوي والشامل، على غلبة المشروع البديل للحرية، وحال عنف النظام الذي استهدف القطاع المدني من الحراك من دون بروز قيادة، وبلورة برامج خططية، يتبنّاها القطاعان، السياسي والعسكري، وتوحدهما، فهل سنتدارك من الآن فصاعدا نواقص الماضي، لنزيد من قدرتنا على نيل بعض مطالبنا، أم سنكرّر أخطاءها، فنفشل بأسرع مما يعتقد أي منا؟
ليس هناك من هو ضد التنوّع السياسي والعقدي، إلا إذا كان تناحريا، وأدّى إلى صراعٍ يخوضُه الجميع ضد الجميع، أوصلنا، في المرحلة الماضية، إلى حال كارثية. وتنبع أهمية الحراك السلمي الشعبي المتجدّد منذ أسابيع في توفره على مقوّماتٍ يمكنها أن تخرجنا منها، إذا أحسنّا استغلالها، ووحدنا أنفسنا والشارع حولها، وركّزناها على هدفٍ رئيس هو بلوغ الحرية. وبالتالي إسقاط الأسدية هدفا مشتركا يجمعنا، من دون أن يفيد الإرهابيون من زوالها، على أن لا نختلف إلى درجة العداء على طرق إزاحتها، إن كنا راغبين حقا في رؤية أنفسنا وأحزابنا وانتماءاتنا بدلالة وطننا وثورته، عوض أن نراهما بدلالة ذواتنا وأحزابنا وولاءاتنا الدنيا، التي لطالما فرّقتنا وسمحت لأعدائنا بالتلاعب بنا، وحولت تبايناتنا إلى تناقضاتٍ شحنت علاقاتنا بصراعاتٍ أنهكتنا، فاقت حدّتها أحيانا حدة صراعنا مع عدونا الأسدي، وسمحت له، ولكل من هبّ ودب، بالتدخل في شؤوننا، فلا عجب أن شلّنا العجز والضعف، يَعِد تجديد الثورة اليوم بمنحه ما يحتاج إليه من مساندة، ليستعيد دوره في الصراع على وطنه، وموقعه طرفا يستمدّ وزنه من تضحيات مجتمعه وصموده الأسطوري نيّفا وسبعة أعوام، فشل خلالها الحلف الأسدي الإيراني الروسي في كسر إرادته، فمن غير المقبول أن نبادر نحن، إن كنا حقا ثوارا وبكامل قوانا العقلية، إلى تحقيق، أو مساعدته من جديد على تحقيق ما فشل فيه.
من غير الجائز أن تكرّر البداية الجديدة أخطاء سابقتها. هذا منطلق أي عمل ثوري حقيقي ومآله.
واليوم، والمرحلة الجديدة تستعيد برنامج الثورة الأصلي: الحرية للشعب السوري الواحد، وتبشر بطيّ صفحة المذهبية والانقسام الداخلي، لا بد من رفض الخروج على هذا البرنامج، وأي جهد يقيّد حراك الشعب السوري من أجل الحرية أو يحرفه عن مساره، ومن المحتم التمسّك بالحرية هدفا مشتركا وجامعا للسوريين لا هدف لهم غيره، ولا يتهاونون مع الذين يضعفون فرص تحقيقه من إرهابيين ومذهبيين وفوضويين، وإلا ضاعت تضحياتهم وفشلت ثورتهم، في حال كرّرت المرحلة الجديدة ما وقع في المرحلة السابقة من تناقضاتٍ في الأهداف، وافتقار إلى برامج وخطط تنفيذية تضبط النشاط الثوري، وقيادة توحّد المجالين، السياسي والعسكري، وراء برنامج الحرية، ومرجعية القيادة الملتزمة به التي يجب تشكيلها من شباب الداخل ومناضليه الثوريين: أنصار الحرية ووحدة الشعب الذين يجب أن يقوّضوا قدرة الأسدية على التلاعب بتناقضات المجتمع السوري والإفادة منها.
في المرحلة السابقة التي توشك على الانتهاء ساعدت حالة الانتفاض المجتمعي الهائل، العفوي والشامل، على غلبة المشروع البديل للحرية، وحال عنف النظام الذي استهدف القطاع المدني من الحراك من دون بروز قيادة، وبلورة برامج خططية، يتبنّاها القطاعان، السياسي والعسكري، وتوحدهما، فهل سنتدارك من الآن فصاعدا نواقص الماضي، لنزيد من قدرتنا على نيل بعض مطالبنا، أم سنكرّر أخطاءها، فنفشل بأسرع مما يعتقد أي منا؟
ليس هناك من هو ضد التنوّع السياسي والعقدي، إلا إذا كان تناحريا، وأدّى إلى صراعٍ يخوضُه الجميع ضد الجميع، أوصلنا، في المرحلة الماضية، إلى حال كارثية. وتنبع أهمية الحراك السلمي الشعبي المتجدّد منذ أسابيع في توفره على مقوّماتٍ يمكنها أن تخرجنا منها، إذا أحسنّا استغلالها، ووحدنا أنفسنا والشارع حولها، وركّزناها على هدفٍ رئيس هو بلوغ الحرية. وبالتالي إسقاط الأسدية هدفا مشتركا يجمعنا، من دون أن يفيد الإرهابيون من زوالها، على أن لا نختلف إلى درجة العداء على طرق إزاحتها، إن كنا راغبين حقا في رؤية أنفسنا وأحزابنا وانتماءاتنا بدلالة وطننا وثورته، عوض أن نراهما بدلالة ذواتنا وأحزابنا وولاءاتنا الدنيا، التي لطالما فرّقتنا وسمحت لأعدائنا بالتلاعب بنا، وحولت تبايناتنا إلى تناقضاتٍ شحنت علاقاتنا بصراعاتٍ أنهكتنا، فاقت حدّتها أحيانا حدة صراعنا مع عدونا الأسدي، وسمحت له، ولكل من هبّ ودب، بالتدخل في شؤوننا، فلا عجب أن شلّنا العجز والضعف، يَعِد تجديد الثورة اليوم بمنحه ما يحتاج إليه من مساندة، ليستعيد دوره في الصراع على وطنه، وموقعه طرفا يستمدّ وزنه من تضحيات مجتمعه وصموده الأسطوري نيّفا وسبعة أعوام، فشل خلالها الحلف الأسدي الإيراني الروسي في كسر إرادته، فمن غير المقبول أن نبادر نحن، إن كنا حقا ثوارا وبكامل قوانا العقلية، إلى تحقيق، أو مساعدته من جديد على تحقيق ما فشل فيه.
من غير الجائز أن تكرّر البداية الجديدة أخطاء سابقتها. هذا منطلق أي عمل ثوري حقيقي ومآله.