سورية: القوات الكردية تتقدم شمال حلب

14 فبراير 2016
اشتباكات بين قوات المعارضة والقوات الكردية بريف حلب (Getty)
+ الخط -

 

 

تمكنت "قوات سورية الديمقراطية" من التقدم على حساب المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي، حيث سيطرت على قرية عين دقنة قرب مدينة تل رفعت، شمال حلب، في حين زج النظام بعناصر الشرطة التابعة لوزارة الداخلية - قوى الأمن الداخلي، بالمعارك الجارية في مدينة دير الزور.

وواصلت قوات "حماية الشعب الكردية" وقوات "جيش الثوار" هجومها على مناطق سيطرة المعارضة السورية، لليوم الخامس على التوالي، بالتوازي مع استمرار القصف المدفعي التركي على المواقع التي تقدمت إليها القوات الكردية وحلفائها لليوم الثاني على التوالي.

وقال الناشط الإعلامي حسن الحلبي، لـ"العربي الجديد"، إن "القوات الكردية تمكنت بعد اشتباكات استمرت أكثر من ست ساعات من السيطرة على قرية عين دقنة الواقعة على طريق اعزاز تل رفعت، شمال مدينة تل رفعت، بعد تقدمها إليها من مطار منغ العسكري الذي سيطرت عليه منذ أيام بعد طرد قوات الجبهة الشامية وحركة أحرار الشام منه".

ولفت الحلبي إلى أن "الاشتباكات بين قوات المعارضة والقوات الكردية وحلفائها تزامنت مع تجدد استهداف مدفعية الجيش التركي الموجودة على الجانب التركي من الحدود السورية التركية لأماكن تواجد القوات الكردية في بلدتي مريمين ومرعناز ومطار منغ العسكري بريف حلب الشمالي".

وأسفر القصف، بحسب مصادر المعارضة، عن "مقتل نحو خمسة وعشرين شخصاً من القوات الكردية اليوم، فيما أسفرت الاشتباكات بين القوات الكردية التي تحاول التقدم في مناطق سيطرة المعارضة السورية عن خسائر بشرية في الجانبين".

وأصدر المكتب الإعلامي في "قوات سورية الديمقراطية" التي تنضوي القوات الكردية تحت لوائها، بياناً قال فيه إن القصف التركي على المواقع التي تقدم إليها أخيرا بريف حلب الشمالي، أسفر عن مقتل ثلاثة من مقاتليه يوم أمس.

في موازاة ذلك، سمحت قوات النظام السوري في مدينة دير الزور، لعائلات عناصر قوة الشرطة ووزارة الداخلية، بمغادرة مناطق سيطرتها، عن طريق الطيران المروحي، في حين منعت الأهالي المحاصرين من المغادرة.

وأشار الناشط الإعلامي، عامر هويدي، إلى أن "قوات النظام تسمح لعائلات الشرطة بالمغادرة خارج مناطق سيطرة النظام عن طريق الطيران المروحي، وذلك عن طريق تقديم الطلبات بقيادة الشرطة والمغادرة حسب الدور"، مضيفاً أن "قوات النظام تسمح لبعض عائلات قتلاها وشبيحتها بالمغادرة بهذه المروحيات".

ولفت الناشط إلى أن "قوات النظام تمنع الأهالي المحاصرين من المغادرة خارج مناطق سيطرتها عن طريق الطيران المروحي، لكنها بالمقابل تتلقى مبالغ مالية كبيرة تصل لنحو نصف مليون ليرة سورية للشخص تُدفع لقيادات النظام ليستطيع بعض المدنيين المغادرة بهذه المروحيات. كما تمنع قوات النظام الأهالي المحاصرين من المغادرة بالطرق البرية".

يذكر أن حصار مدينة دير الزور تجاوز العام بعد أن أحكم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) حصاره على الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري في مدينة دير الزور، لتتفاقم معاناة سكان تلك الأحياء الذين لم يتمكنوا من الفرار من جحيم المعارك بين التنظيم وقوات النظام.

واعتبر الناشط أن "قوات النظام تقوم بزج عناصر الشرطة التابعة لوزارة الداخلية - قوى الأمن الداخلي، بالمعارك الجارية في مدينة دير الزور، ولهم نقاط وتمركز بحي الصناعة وقرية المريعية"، مشيراً إلى أنه "بعد سيطرة تنظيم الدولة (داعش) على قرية البغيلية، قامت قوات النظام بزج أغلب عناصر الشرطة ومن كافة الأقسام (الجنائية - السياسية - المرور وغيرها) في جبهات القتال بقرية البغيلية واستنفار ووجود دائم لعناصر الشرطة بأقسامهم وفروعهم".

ويعاني نحو ربع مليون إنسان في مدينة دير الزور الجوع والمرض نتيجة الحصار الخانق إضافة إلى معاناتهم جراء المعارك المستمرة بين قوات النظام التي تبسط سيطرتها على تلك الأحياء، وتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يحاول السيطرة عليها ويقصفها بشكل متواصل بالمدفعية وقذائف الهاون.

ونوه الناشط إلى أن "قوات النظام العسكرية يقاتل تحت جناحها نحو 50 شرطياً على شكل مجموعات وبقيادة ضباط الشرطة بشكل دائم، يناوبون لمدة ثلاثة أو أربعة أيام ليتم إرسالهم لفروعهم وأقسامهم ويتواجدون بها بشكل دائم ويتم إرسال دفعة أخرى بدلاً عنهم لمدة ثلاثة أيام ومن ثم يعودون بعد ثلاثة أيام".

وتابع: إن "عناصر الشرطة تقاتل بالخطوط الأولى مع قوات النظام بحي الصناعة وقريتي المريعية والبغيلية في ريف دير الزور ويستخدمون الأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، وقتل وجرح الكثير من ضباط وعناصر الشرطة أثناء الاشتباكات الجارية في مدينة دير الزور".

واعتبر هويدي أن "قوات النظام تجبر عناصر الشرطة على القتال، فإما القتال في صفوف قوات النظام بالقوة أو الاعتقال، إذ تقوم قوات النظام بتوقيف الإجازات لعناصر الشرطة ومنع المغادرة عن طريق الطيران المروحي منذ اشتداد المعارك بمدينة دير الزور وذلك خوفاً من عدم عودتهم للمدينة، كما تمنع قيادة الشرطة وتوقف تحويل المصابين لأغلب عناصرها لدمشق لاستكمال علاجهم بمشافيها وذلك خوفاً من فرارهم وعدم عودتهم لمدينة دير الزور".

وأضاف: إن "قوات النظام قامت بتوقيف الإجازات لأغلب عناصر الجيش ومنعتهم من المغادرة لعدم عودة أغلب هذه العناصر لمدينة دير الزور وفرارها بسبب شراسة المعارك وظروف الحصار القاسية".

ومن جهة ثانية، قامت قوات الوحدات الكردية بجمع سيارات الأهالي وأصحاب السيارات العاملة على خط المالكية – القامشلي وتأخذهم للتظاهر ضد الدولة التركية بالإكراه، وفقاً لتجمع "ثوار سورية".

وأضاف التجمع أن "عناصر من الوحدات الكردية من بلدات الجوادية والقحطانية ومعبدة الحدودية يوقفون أصحاب السيارات ليضعون أعلاماً سوداء عليها، ليأخذوهم لنقل الأكراد إلى الحدود لمظاهرة ضد الدولة التركية وللمطالبة بإطلاق صراح قائدهم عبد الله أوجلان من السجن".

اقرأ أيضاً:مقتل 16 عنصراً من "داعش" بكمين للمعارضة السورية

 

المساهمون