سورية: الزبداني مدينة محاصرة بـ80 نقطة عسكرية

10 اغسطس 2014
يتمركز في الزبداني ألف مقاتل معارض (الأناضول/Getty)
+ الخط -
يحاصر النظام السوري مدينة الزبداني، في ريف دمشق الغربي، بأكثر من ثمانين نقطة عسكرية، متمركزة في الجبلين الشرقي والغربي الحاضنين لها. كما يقصفها يومياً بالمدفعية الثقيلة، وقذائف الهاون والدبابات، وراجمات الصواريخ، من معظم الحواجز المحيطة.

وغالباً ما يُحلّق الطيران المروحي، فوق المدينة ليلاً، ليلقي حمولته من البراميل المتفجرة، التي يتراوح معدّلها بين برميلين وأربعة براميل، بحسب ما يؤكد عضو "لجان التنسيق المحلية" في الزبداني، زين نور لـ"العربي الجديد".  

ويوضح نور، أن المدينة "تعيش حالياً حصاراً خانقاً، شدّده النظام في أول أيام عيد الفطر، إذ قطع المياه والكهرباء والاتصالات وخطوط الإنترنت نهائياً عن كامل المنطقة، بعدما كانت تصل إليها بشكل متقطّع ولساعات قليلة، عدا أن الحواجز المنتشرة على الطرقات مع البلدات المجاورة، تمنع إدخال أي مواد غذائية إلى المدينة".

ويبلغ عدد سكّان الزبداني، نحو ثلاثين ألف نسمة، لم يتبقّ منهم حالياً، سوى ألفي مدني نزحوا إلى الأحياء الشرقية والجنوبية الملاصقة لبلدتي بلودان وبقّين، الخاضعتين لسيطرة النظام، وأقل من ألف مقاتل من الأهالي يقطنون الزبداني البلد، متوزعين بين لواء "الفرسان" وكتائب "حمزة بن عبد المطلّب"، التابعين لـ"الجبهة الإسلامية".

وتقتصر العمليات العسكرية للكتائب المعارضة في المدينة، على استهداف حواجز النظام المحيطة، بين الحين والآخر، وهذا ما يدفع الأخير للانتقام، عبر تكثيف قذائفه وبراميله المتفجرة، على مناطق المدنيين النازحين، ليقتل منهم أضعاف ما قُتل من عناصره في العملية.

ووفقاً لتنسيقية الزبداني، فإن المدينة، فقدت منذ بدء الثورة وحتى الآن ما يقارب الـ400 قتيل، ودُمّرت بنسبة أربعين في المائة، وحرق النظام معظم الأراضي الزراعية في السهل والجبل، ليقدم في الفترة الأخيرة على شرائها بأسعار منخفضة، من خلال سماسرة تابعين له، مستغلاً حاجة مالكيها للمال.

وتُعدّ الزبداني، من أهم طرق إمداد النظام لـ"حزب الله" اللبناني بالأسلحة، كونها حدودية وتصل دمشق بلبنان والقلمون، مما يفسّر استماتة النظام للحفاظ عليها، ومحاولته الدائمة إفشال أي مساعٍ للهدنة، لا تتضمن تسليم مقاتلي المعارضة داخلها لأسلحتهم.

يذكر أن ناشطين محليين، يتداولون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي حالياً، هاشتاج (فكّوا الحصار عن الزبداني)، لـ"يروا للعالم قصة صمود مدينتهم المغيّبة عن الإعلام"، على حد وصفهم.