وسّع الجيش التركي، الليلة الماضية، نقطة له في ريف إدلب شمال غربي سورية، فيما انتشر، منذ صباح اليوم الثلاثاء، على الطريق الدولية حلب- اللاذقية تمهيداً لتسيير دورية مشتركة جديدة مع الجيش الروسي على الطريق، في إطار التفاهمات الثنائية بين الطرفين حول المنطقة.
وقال مصدر عسكري من المعارضة السورية المسلحة، لـ"العربي الجديد"، إنّ الجيش التركي استقدم، مساء أمس الإثنين، تعزيزات جديدة إلى ريف إدلب، وأقام، خلال الليلة الماضية، نقطة عسكرية له في منطقة تل الشيخ تمام في بلدة بيلون بريف إدلب الجنوبي.
وذكرت المصادر أنّ تل الشيخ تمام هو ثاني أعلى نقطة في جبل الزاوية بريف إدلب بعد تلة النبي أيوب، في المنطقة الواقعة جنوب الطريق الدولية "أم 4" حلب- اللاذقية.
وذكرت مصادر أخرى، لـ"العربي الجديد"، أنّ الجيش التركي أقام نقطة صغيرة له على التل سابقاً، لكنه قام، الليلة الماضية، بتوسعتها ودعمها بمزيد من الآليات العسكرية، مضيفاً أنه تم إدخال قرابة 25 آلية إلى النقطة بين مدفعية وراجمة صواريخ وآليات هندسية، ما يرجح نية الأتراك البقاء مدة طويلة في تلك النقطة الاستراتيجية، وفق المصادر.
ونقطة الشيخ تمام في الوقت الحالي هي أكبر النقاط التركية في جبل الزاوية، وثالث أكبر النقاط التركية في إدلب بعد مطار تفتناز ومعسكر المسطومة.
نقطة الشيخ تمام في الوقت الحالي هي أكبر النقاط التركية في جبل الزاوية، وثالث أكبر النقاط التركية في إدلب
ويذكر أنّ الجيش التركي يعزز نقاطه عادة شمال الطريق الدولي، إلا أنه قام هذه المرة بتعزيز النقطة جنوب الطريق الدولي، حيث تبعد تلك النقطة قرابة 15 كيلومتراً عن مدينة معرة النعمان، وقرابة 15 كيلومتراً شمال مدينة كفرنبل، أكبر مدن جبل الزاوية، والتي خضعت أخيراً للنظام السوري.
وأضافت المصادر أنّ الجيش التركي بدأ بالانتشار، منذ الصباح الباكر، على الطريق الدولية من ناحية سراقب، وصولاً إلى ناحية جسر الشغور، تمهيداً لتسيير دورية مشتركة مع الجيش الروسي في المنطقة.
وترافق الانتشار التركي مع تحليق مكثف من طيران الاستطلاع التركي والطيران الروسي فوق المنطقة.
ومنذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، في مارس/ آذار الماضي، سيّر الجيشان التركي والروسي 19 دورية مشتركة على أجزاء من الطريق الدولية، ومن المتوقع أن يتوسع مسار الدوريات في الأيام المقبلة حتى يشمل كافة المسافة الواصلة بين سراقب في ريف إدلب، وعين الحور في ريف اللاذقية.
إلى ذلك، جددت قوات النظام السوري، خرق اتفاق وقف إطلاق النار، حيث قصفت، مساء أمس الإثنين، بلدتي كنصفرة والبارة وقرية الموزرة في جبل الزاوية موقعة أضراراً مادية فقط.
وجاء ذلك بالتزامن مع استمرار الطيران الروسي في التحليق فوق إدلب وريف حلب الغربي، دون شن غارات على مواقع في المنطقة.
يذكر أن النظام السوري يخرق الاتفاق بشكل شبه يومي منذ توقيعه، إلا أن الهدنة لا تزال صامدة رغم الخروقات والرد على الخروقات من قبل الفصائل المسلحة في المنطقة.