إلا أن الضربات الجوية، التي بدأت اليوم، لم تقتصر على مقرات ومعسكرات وحواجز "داعش" في المناطق التي يسيطر عليها بمحافظات دير الزور والرقة شرق سورية، بل تم استهداف مقرات عدة لـ"جبهة النصرة" في محافظتي حلب وإدلب، وفق ما أعلن الجيش الأميركي، الذي كشف عن أن استهداف "النصرة" جاء لعرقلة هجوم وشيك يُعدّ له تنظيم "القاعدة".
وأكد ناشطون في ريف حلب الغربي، لـ"العربي الجديد"، قيام طائرات أميركية بقصف أربع مبان تابعة لـ"النصرة" في منطقة ريف المهندسين الثاني، الأمر الذي أدى إلى دوي انفجارات ضخمة غير مسبوقة في منطقة ريف حلب الغربي، ليتبين صباحاً أن المباني الأربعة قد دُمّرت وسُويّت بالأرض تماماً.
بدوره، أكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، نقلاً عن مصادر طبية وميدانية، أن "50 على الأقلّ من مقاتلي جبهة النصرة، غالبيتهم الساحقة من جنسيات غير سورية، لقوا مصرعهم إثر الغارات التي استهدفت مقراتهم".
وفي السياق، استهدفت غارات على الحدود السورية التركية في محافظة إدلب شمال البلاد، أربع "مداجن" تقع إلى الشرق من قرية كفر دريان في ريف إدلب الشمالي، وكانت "النصرة" قد حوّلت هذه المواقع إلى مستودعات للأسلحة، بحسب ما أكد شهود عيان لـ"العربي الجديد".
وأدى استهداف "المداجن" الأربعة بأربعة صواريخ إلى تدميرها بشكل كامل، وتلا ذلك انفجارات مدوية استمرت لدقائق، سُمع صداها في المنطقة، نتجت عن انفجار الذخائر والقذائف المخزنة بها.
وأعلن الرجل الثاني في "النصرة"، أبو ماريا القحطاني، عبر حسابه على موقع "تويتر"، عن مقتل خمسة عشر من عناصر الجبهة خلال القصف الذي استهدف منطقة كفر دريان في ريف إدلب، بينهم القنّاص المعروف بأبي يوسف التركي.
وشمل القصف، الذي استهدف منطقة كفر دريان، بيتاً مؤلفاً من طابقين على أطراف القرية، إذ تم استهدافه بصاروخ مما أدى إلى انهياره بالكامل، وأعلنت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" عن مقتل أحد عشر مدنياً، بينهم أربع أطفال من عائلة بركات، إثر القصف.
على صعيد آخر، بث ناشطون سوريون صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر بقايا الصواريخ التي استهدفت قرية كفر دريان في ريف إدلب، تظهر عبارات مكتوبة بالإنجليزية على بقايا الصواريخ، الأمر الذي يشير إلى مسؤولية التحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة عن مقتل المدنيين.