فجّر مجهولون، ليل أمس الإثنين، عبوة ناسفة برتل لقوات النظام السوري في ريف درعا جنوب البلاد، وذلك بعيد ساعات من استهداف موكب للنظام أدّى إلى مقتل مدير ناحية الحراك وجرح عدد من العناصر، تزامن مع إجراء النظام ما يسميه "انتخابات مجلس الشعب".
وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن مجهولين هاجموا رتلاً مشتركاً للمخابرات الجوية والأمن العسكري التابع للنظام السوري بعبوة ناسفة خلال سيره على الطريق الواصل بين بلدة الصورة ومدينة الحراك، أثناء عودتهم من بلدة ناحتة في ريف درعا الشرقي.
وبحسب الناشط، فإن الرتل كان عائداً من بلدة ناحتة بعد جلبه "صناديق اقتراع" من مراكز كان النظام يقيم فيها انتخابات "مجلس الشعب" التابع له، مؤكداً عدم وقوع إصابات بشرية واقتصار الأضرار على المادية منها فقط.
ارتفعت وتيرة الهجمات أخيراً في ريفَي درعا الشرقي والشمالي الشرقي
وجاء ذلك الهجوم بعد ساعات من هجوم على موكب لمدير ناحية الحراك الرائد غيدق إسكندر"، ما أدى إلى مقتله وإصابة خمسة من مرافقيه، ووقع الهجوم بحسب إعلان وزارة الداخلية التابعة للنظام، أثناء قيام مدير ناحية الحراك بمحافظة درعا "بتفقد المراكز الانتخابية في ناحية الحراك".
وذكرت وزارة الداخلية أن "إرهابيين هاجموا بأسلحتهم الرشاشة سيارة تقل الرائد أثناء وجوده على طريق ناحية الحراك في ريف درعا الشرقي".
وتشهد درعا بشكل شبه يومي هجمات على قوات النظام السوري وعلى فصائل المصالحة والتسوية "المعارضة سابقاً"، أدت لخسائر بشرية، في حين لم تتبنَّ أي جهة مسؤولية هذه الهجمات.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن وتيرة الهجمات ارتفعت أخيراً في ريفَي درعا الشرقي والشمالي الشرقي، وذلك بعد أن كانت محصورة بشكل شبه تام في القسم الغربي من الريف.
وتُعدّ المنطقتان الشرقية والشمالية الشرقية من درعا منطقتَي نفوذ روسي، حيث ينتشر "الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا وفصائل المعارضة سابقاً، والتي انضوت في صفوف الفيلق.
وترجح المصادر أن الهجمات ضد قوات النظام في المنطقة تأتي بعد تعرض فصائل المعارضة سابقاً لهجمات أدت إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف تلك الفصائل، والمعروفة حالياً بـ"فصائل التسوية والمصالحة".
وخضعت كلّ المناطق التي كانت خارجة عن سيطرة النظام في جنوب سورية، لاتفاق مصالحة وتسوية برعاية روسية ودول إقليمية في صيف عام 2018، وإثر ذلك الاتفاق خضعت المنطقة نظرياً لسيطرة النظام السوري.