"هيئة تحرير الشام" تختار المواجهة وترفض فكرة حل نفسها

09 اغسطس 2018
خلافات داخل هيئة تحرير الشام(Getty)
+ الخط -

حسمت "هيئة تحرير الشام" جدلاً واسعاً طفا على السطح، أخيراً، حول مصير هذه الهيئة المتهمة بـ"التطرف"، وتسيطر على أجزاء واسعة من محافظة إدلب معقل المعارضة البارز في شمال غربي سورية، إذ أكّد قيادي في الهيئة أن سلاح الهيئة "خط أحمر"، فيما تحدثت مصادر إعلامية تابعة للنظام عن حشود لقوات الأخير استعداداً لمعركة إدلب.

ويبدو، حتى اللحظة، أنّ "هيئة تحرير الشام"، التي تشكل جبهة "النصرة" ثقلها الرئيسي اتخذت قرار المواجهة العسكرية، وأنها ليست بوارد الاستجابة لدعوات بحل نفسها لسحب الذرائع من النظام وحلفائه الروس والإيرانيين لاقتحام شمال غربي سورية.


وقال القيادي في "هيئة تحرير الشام" مظهر الويس، أمس الأربعاء، إن سلاح الهيئة "خط أحمر"، مهدداً "بقطع اليد التي ستمتد لسلاحها".

وأضاف القيادي في تدوينات على تطبيق "تلغرام"، "من يتحدث عن حل الهيئة فعليه أن يحل الأوهام، والوساوس في عقله المريض، وقرار الهيئة بيد أبنائها الصادقين"، مشيراً إلى أن "هيئة تحرير الشام هي رأس الحربة في الساحة وهي مع الصادقين من المجاهدين شوكة أهل السنة، لذلك لا يتوقف المغرضون عن الإشاعات التي تأتي في إطار الحرب النفسية، والغاية نزع إرادة القتال من المجاهدين وإضعاف معنوياتهم".

ولكن الويس ترك الباب مفتوحاً لـ"أي تعاون أو تنسيق، بل حتى اندماج يحافظ على ثوابت الساحة ويكون فيه قرار المجاهدين مستقلاً وليس إملاءات من هنا وهناك"، حسب قوله.

وفي المقابل، تحدثت صحيفة "الوطن"، التابعة للنظام، اليوم الخميس، عن حشود وصفتها بـ"الضخمة" لقوات النظام، و"القوات الرديفة" في ريف حماة الشمالي استعداداً لمعركة إدلب التي بات النظام يعتبرها "أولوية" بعد سحق المعارضة السورية في الجنوب السوري.

وكان طفا على سطح المشهد السوري، أخيراً، جدل حول مصير الهيئة التي تملك يداً قوية في شمال غربي سورية، وخاصة بعد تسريب معلومات عن مهلة روسية لتركيا للتعامل مع الهيئة وإلا يواجه الشمال عملاً عسكرياً واسع النطاق.

وكانت مصادر مطلعة قد كشفت، لـ"العربي الجديد"، أنّ "هناك انقساماً داخل هيئة تحرير الشام ما بين متشددين رافضين لفكرة التخلي عن الهيئة تحت أي ضغوط، وما بين معتدلين يرون أن العناد قد يؤدي إلى سحق الهيئة ومقاتليها".

وأعلنت فصائل عسكرية بارزة في إدلب، الأربعاء قبل الفائت، في بيان، اندماجها في تشكيل جديد تحت مسمّى "الجبهة الوطنية للتحرير"، مشيرةً إلى أن "الكيان الجديد يتكون من فصائل الجبهة الوطنية للتحرير، وجبهة تحرير سورية، وألوية صقور الشام، وجيش الأحرار وتجمع دمشق، على أن يكون التشكيل الجديد نواة لجيش الثورة العتيد".

ولا يستبعد مراقبون للمشهد السوري حتمية التصادم بين فصائل المعارضة السورية، وبين "هيئة تحرير الشام"، في محاولة لتجنيب محافظة إدلب عملية عسكرية لها تبعات خطيرة، خاصة على الجانب التركي، إذ من المتوقع حدوث حركة نزوح كبرى.