سورية:ابتهاج معارضي النظام يطغى على خيبة مؤيديه بانسحاب روسيا

15 مارس 2016
الانسحاب الروسي يعني تراجع وتيرة القصف (Getty)
+ الخط -
سيطرت ردود فعل متناقضة بين الشارع السوري المعارض للنظام والشارع المؤيد له، على خلفية إعلان روسيا سحب قواتها من الأراضي السورية، يوم أمس.

وعبر المعارضون عن فرحتهم بـ"انزياح عبء دعم روسيا المفتوح واللامحدود للنظام السوري، والذي دفع بقواته إلى وضع ميداني جيد نسبياً، بعدما كانت توشك على الانهيار"، قبل التدخل الروسي في نهاية شهر أيلول/سبتمبر الماضي.

وعمت الفرحة أوساط معارضي النظام في مناطق سيطرة المعارضة، في كل من حلب وإدلب وأريافها وأرياف حماة وحمص ودمشق، واعتبر سكان في اتصال لـ"العربي الجديد"، أن "الانسحاب الروسي سيؤدي بالتأكيد إلى تحسن مستوى المعيشة في مناطق سيطرة المعارضة، بعدما دمر الطيران الروسي جزءاً كبيراً من البنية التحتية، حتى باتت المشافي والمدارس التي تواصل العمل في هذه المناطق قليلة جداً".

كما لفت السكان، إلى أن "الانسحاب الروسي الذي سيعني بلا شك تراجع وتيرة القصف الجوي، سيدفع بآلاف السوريين النازحين على الجانب السوري من الحدود السورية التركية إلى العودة إلى قراهم وبلداتهم التي استهدفتها روسيا".

اقرأ أيضاً روسيا تسحب قواتها من سورية وسط تكثيف الجهود الدبلوماسية

وأشار هؤلاء، إلى أن الانسحاب الروسي سيعني تجدد الأمل بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد، الذي تسبب بدمار سورية، معتبرين أن الانسحاب يعني بدء عد عكسي جديد لانسحاب القوى الخارجية الداعمة للأسد ميدانياً، وبالتالي ارتفاع احتمالات هزيمة النظام السوري عسكرياً، في حال أصرت قيادته على عدم التنحي ضمن العملية السياسية الجارية بضغط دولي في جنيف.

في المقابل، سيطرت حالة من الخيبة ضمن أوساط مؤيدي النظام السوري، رافقها ذهول دفع معظمهم إلى الصمت في الساعات التالية للقرار الروسي المفاجئ، إذ وبعدما ساعد الطيران الروسي قوات النظام بالتقدم، جاء قرار الانسحاب ليفتح المجال مجدداً أمام احتمالات استرجاع المعارضة زمام المبادرة لاستعادة ما خسرته.

وكان مؤيدو النظام يأملون مواصلة روسيا تقديم الغطاء الجوي لقوات النظام والمليشيات الأجنبية الداعمة لها برياً، بهدف استعادة السيطرة على حلب وإغلاق الحدود التركية التي تشكل الرئة التي تتنفس منها المعارضة شمال سورية، وهي الأهداف التي حددها رئيس النظام السوري خلال أحاديثه الصحافية الشهر الماضي.

وتشير خيبة الأمل تلك إلى مدى عدم قناعة مؤيدي النظام بقدرته على الصمود أمام المعارضة، بدون دعم عسكري روسي مباشر على الأرض.

اقرأ أيضاً الصحافة الإسرائيلية: رائحة صفقة تفوح من القرار الروسي
دلالات