سنة حلوة يا جميل

01 ابريل 2017
حفل بسيط (ماريو تاما/ Getty)
+ الخط -

كان هذا في ما مضى. أحرف ملوّنة تعلّق على الحائط، تكتب ميلاداً سعيداً لصاحب العيد، الطفل الذي ما زال يحلم بمراكمة سنوات "لصير قدّك". طفلٌ يريد لكفّه أن تصير بحجم كفّ والده أو والدته. وكثيراً ما تكون الكفّ معياراً لبلوغ الهدف. ومع العيد السعيد بالونات ملوّنة و"تبّولة" وشطائر وكعكة العيد بتصميم بسيط. وربّما، أقصى ما كان يتمناه الطفل وضع صورته عليه. في حفل عيد ميلاده في المنزل، عدد من الأصدقاء، يغنون له "سنة حلوة يا جميل"، ربّما بلغة واحدة، ليطفئ شمعته، بانتظار أن يكبر كفّه.

بسيطٌ هذا الحفل. مملٌّ ربّما. هكذا فقط، يُجمع أطفال في غرفة واحدة حول مائدة طعام؟ ما من مسؤول ترفيه أو مهرّج أو ساحر أو صانع فقاقيع الصابون بكل أحجامها؟ ماذا عن شخصيات ديزني والأبطال والكلاب المسؤولة عن كلّ عمليات الإنقاذ وآخرين؟ وماذا يمكن أن يرتدي الطفل وأهله؟ صاحب/ة العيد بات مثل عريس أو عروس. ومسؤول الترفيه لا يختلف عن منظّم الأعراس. وأخيراً، الأغنية الشهيرة: "تهاني واحتفالات...". وما المانع من أن يختار أغنية أيضاً يرقص عليها وأصدقاؤه؟

مدام... 25 دولاراً للولد الواحد، شرط ألّا يقل عدد الأطفال عن 15. هذا السعر يشمل الطعام للأولاد والألعاب. ماذا عن ضيافة الأهل؟ يمكنكِ إضافة أمور أخرى. بقيت الكعكة وهدايا الأطفال.

يصعب خرق هذه "الرزمة" في الوقت الحالي. وبات تنظيم حفل عيد ميلاد حتميّاً، بل وتُرصد له ميزانيّة خاصة أو دفعة من قسط المدرسة. المهم أن يفرح الطفل. ربّما هذه وجهة نظر الأهل. وهذا طفلهم الوحيد، أو الأصغر سنّاً، وهذا هو الواقع. "التبّولة" موضة قديمة بحضور "الباستا سالاد" (سلطة الباستا). ثمّ إن أشكال وأنواع الفطائر باتت لا تعدّ ولا تُحصى. ومن الضروري مواكبة العصر والظهور بصورة جيّدة أمام عائلات الأطفال.

وجب إكرام الضيف. والأطفال وأهلهم ضيوفنا. ولا نقاش في ذلك. المشكلة في مكان آخر. لا بساطة في أعياد ميلاد اليوم. معظمها يفتقر إلى العفوية. بدلاً من ذلك، تركّز على إبهار الأطفال مهما كانوا صغاراً. "أبراكا دابرا"... قليلاً ويُخرج الساحر عصفوراً من قبّعته. أهذا ما يسعد الأطفال حقّاً؟ هل هذا ما تشجّع عليه الدراسات المعنيّة بالأطفال؟

ما زال بعض الأطفال يفضلّون عيداً في حديقة، حيث هناك مساحة للركض، وفرصة للسقوط على الأرض، والاختلاط بالتراب. الحدائق ربّما تجبرنا أن نكون أكثر عفوية. وما زال هناك من يلعب لعبة الكراسي. هؤلاء ليسوا خارج السياق. يرفضون فقط أن يكونوا جزءاً من هذا العالم الاستهلاكي، وإن ضعفوا أمامه أحياناً وربّما كثيراً. وليس أجمل من أن يخرّب الأطفال كعكة العيد بأصابعهم الصغيرة، التي تنتظر أن تصير "قدّك".


المساهمون