"أسرار الموسيقى بين تعدد الخطاب والبحث عن المعنى" عنوان المحاضرة التي يلقيها عند الرابعة من مساء اليوم الخميس في "المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون" (بيت الحكمة) في تونس العاصمة، ويقدّمها أستاذ العلوم الموسيقية محمود قطاط.
يشير بيان المنظّمين إلى أن "الموسيقى من أكثر الفنون غموضاً وتجريداً لدى الإنسان، كما تعتبر الموسيقولوجيا أحد الاختصاصات القادرة على الدفع بالتفكير في ماهيات الموسيقى من أجل فكّ شفرات ذلك الغموض. لقد تجاوزت الموسيقى المفهوم، إذ هي من قبيل الحدث، كما أنها من قبيل الأحاسيس التي تجعلها الإبستيمولوجيا معرفة".
تحيل المقاربة التي يطرحها المحاضر اليوم إلى إصداره "الموسيقولوجيا في مواجهة الغموض الموسيقى" (2015) الذي يوضّح أن البحث عن المعارف في أي مجال علمي ممكن ونتيجته مضمونة لكن في المجال الموسيقي بالذات تكون نتائج البحوث جزئية ولا تؤدي سوى إلى نتائج جد محدودة بل أحياناً غير كافية وتلك سمات مجال الفن والجماليات.
يطرح بشّة محاولة في تحديد مجال الموسيقولوجيا بمختلف توجهاتها وآفاقها من حيث الأساليب والاستراتيجيات والمقاربات والهدف من ذلك هو توضيح أحد أكبر أسرار الحضارات والحياة والإنسانية ألا وهي الموسيقى، وانطلاقاً من مفهوم الحقيقة الموسيقولوجية أثار إشكالية التقارب والتباعد بين علم الموسيقى ومبحث الموسيقى العرقية المعروف بـ "الإثنوموسيقولوجيا".
ينتقل المحاضر إلى تحديد مفاهيم الإيقاع والمقام وتحديد واختيار الاستراتيجيات والأساليب التحليلية التي نفّذها علماء موسيقى فى الغرب، وتمّ اعتمادها لاحقاً من قبل باحثين موسيقيين في العالم العربي بوجه عام، وفي تونس تحديداً.
يُذكر أن من إصدارات سمير بشة كتاب "الهوية والأصالة في الموسيقى العربية" (2012)، و"أنطولوجيا الفنون الغنائية الركحية في تونس بين ظاهرتي التثاقف والمثاقفة (1856-1998): دراسة تحليلية موسيقية مشهدية" (2014)، كما ترجم كتاب "تمجيد الموسيقولوجيا" للكاتب الفرنسي جون جاك.