سليمان فيّاض.. انقضت أيام المُجاور

27 فبراير 2015
+ الخط -

بعد صراع طويل مع المرض واستجابة متأخرة من "وزارة الثقافة" لعلاجه على نفقة الدولة، انتهت أمس رحلة الروائي المصري سليمان فياض (1929 - 2015) الطويلة والقاسية عن 86 عاماً.

فياض ابن "برهمتوش" إحدى قرى محافظة الدقلهية، قدم للمكتبة العربية العديد من الكتب، تنوعت ما بين القصة القصيرة والرواية والدراسات اللغوية والسير الذاتية التاريخية.

تدرج في العمل الصحافي، فبدأ في مجلات "الإذاعة والتلفزيون" و"البوليس" و"الشهر"، ثم التحق كاتباً في جريدة "الجمهورية"، ومراسلاً لمجلة "الآداب" اللبنانية في القاهرة، حتى عُيّن في نائباً لرئيس تحرير مجلة "إبداع" لفترتين.

بدأ صاحب "أصوات" حياته الأدبية بكتابة السيناريو للإذاعة في منتصف الخمسينيات، ثم اتجه إلى كتابة القصص القصيرة التي تنتمي إلى الأدب الواقعي.

صدرت أولى مجموعاته القصصية "عطشان يا صبايا" عام 1961، تلتها عدة مجموعات أخرى، مثل، "أحزان حزيران" و"وفاة عامل مطبعة" و"ذات العيون العسلية". كما قدم عدة روايات، كانت "أصوات" أكثرها تداولاً وتُرجمت إلى ثلاث لغات، إضافة إلى رواياته القصيرة "الصورة والظل"، "القرين"، "لا أحد" و"الفلاح الفصيح".

لم تقتصر كتابة فيّاض الإبداعية على الروايات والقصص، فوضع جزءاً من سيرته الذاتية في كتاب حمل عنوان "أيام مجاور"، وتناول فيه تجربته كتلميذ في جامعة الأزهر التي درس فيها اللغة العربية. ويعتبر فياض من أبرز الرواة المصريين، حتى أطلق عليه المثقفون المصريون "سليمان الحكيم".

انشغل فياض طوال حياته باللغة العربية وتراثها وقضاياها، وقدم بعض الكتب اللغوية، مثل "معجم الأفعال العربية المعاصرة" و"الدليل اللغوي" و"أنظمة تصريف الأفعال العربية" و"الأفعال العربية الشاذة" و"جموع التكسير"، فضلاً عن عمله كخبير لغوي في مشروع تعريب الحاسوب.

وضع فيّاض أيضاً سلسلة من الكتب عن سير أبرز الأعلام في العلوم والآداب، مثل "ابن النفيس" و"ابن الهيثم" و"البيروني" و"جابر بن حيان" و"ابن البيطار" و"ابن بطوطة" و"ابن سينا" و"الفارابي" و"ابن رشد" و"الجاحظ" وغيرهم. كما اهتم أيضاً بالثقافة الإسلامية، ومن دراساته في هذا السياق كتاب "الوجه الآخر للخلافة".

ورغم حصول صاحب "زمن الصمت والضباب" على عدة جوائز، مثل "جائزة الدولة التشجيعية" 1970 عن مجموعته "وبعدنا الطوفان"، وجائزة "سلطان العويس" من الإمارات 1994، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب 2002؛ إلا أنه عاش طوال حياته بعيداً عن الأضواء، ولم يشكُ يوماً من مسيرته الصعبة في الفن والحياة كما يروي عنه صديقه الروائي بهاء طاهر، كما لم يذكر مثلاً في أي من كتبه أو مقالاته شيئاً عن قصة نضاله عندما تطوع للقتال مع الفدائيين في فلسطين.

المساهمون