سليماني ينسحب من تكريت وواشنطن تملأ الفراغ

27 مارس 2015
العبادي كان على علمٍ مسبق بالانسحاب الإيراني (الأناضول)
+ الخط -

لم تتمكّن قوّات الحرس الثوري الإيراني بقيادة قاسم سليماني، من حسم معركة تكريت أو حتى مجرد اقتحام المدينة، بعد معركةٍ أعلن عنها قبل نحو شهر، لكنّها توقفت بعد عشرة أيام فقط، لينتهي المطاف بانسحابٍ إيراني.

وفي هذا السياق، كشف مصدر مقرّب من "الحشد الشعبي" لـ"العربي الجديد"، أنّ "قوات الحرس الثوري الإيراني، وقائدها قاسم سليماني، انسحبوا قبل خمسة أيام من تكريت"، مشيراً إلى أنّ "الانسحاب الإيراني أثر بشكل كبير على سير المعارك في المحافظة، وجرى من دون تنسيق مسبق"، مرجّحا أن "يكون سليماني قد تلقّى أوامر عاجلة بالانسحاب لسببٍ ما".

في المقابل، أكّد المصدر أنّ "توقف المعارك لم يكن بسبب الانسحاب الإيراني، بل حصل ذلك في فترةٍ تزيد عن الأسبوع"، لافتاً الى تصدٍ كبيرٍ من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، المتحصنين في تكريت، حال دون إمكانية اقتحامها".

بدوره، رأى القيادي الكردي حسن جهاد، أنّ "الانسحاب الإيراني جاء بسبب الأحداث المتسارعة في اليمن، وأنّ جماعة "الحوثي" هي اليوم بحاجة للقوات الإيرانية بشكلٍ كبير".

ولفت في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "الترابط واضح ووثيق بين أحداث اليمن والعراق والمنطقة بشكلٍ عام، وأنّ إيران لديها استراتيجيّة ستركز خلال هذه الفترة على اليمن، أكثر من تركيزها على العراق، الأمر الذي سيحد من تدخلها في العراق خلال الفترة الحالية مع توسّع جبهاتها في المنطقة".

اقرأ أيضاً: عمّار الحكيم: قاسم سليماني مستشاراً وليس قائداً ميدانيّاً بالعراق

من جهته، رأى الخبير الأمني أحمد السعيدي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "الانسحاب الإيراني جاء أولاً لحفظ ماء وجهها، بعد أن عجزت عن اقتحام تكريت، طوال مدة اقتربت من الشهر الكامل، وساقت حجة قضية اليمن".

وأكّد أنّ "رئيس الوزراء حيدر العبادي كان على علمٍ مسبق بالانسحاب الإيراني، الأمر الذي دفعه لتقديم طلبٍ لواشنطن لتنفيذ الضربات الجوية في تكريت".

كذلك أشار إلى أنّ "الواضح أن هناك تنسيقاً خفياً بين إيران وواشنطن، وتبادلاً للأدوار، وأنّ الأخيرة وافقت على سد الفراغ في تكريت بدلاً من القوات الإيرانية، الأمر الذي يكشف عن ترابط بالملفات الأمنية في عموم المنطقة، وترابط الأجندات الدوليّة في إدارة تلك الملفات".

وأكّد أنّه "في كل الأحول، إنّ الحد من التدخل الإيراني في العراق هو بصالح البلاد، وسيكون له أثر إيجابي في كل الملفات، وإن كان لفترة قصيرة"، داعياً الحكومة إلى "الاعتماد على نفسها وتدعيم الأجهزة الأمنية، بدلاً من الاعتماد على الدول الأخرى التي لا تعمل لصالح العراق".

اقرأ أيضاً: سليماني... إيران وصناعة البطل

المساهمون