سليماني واحتمال الرد من اليمن

07 يناير 2020
عمال موقع بقيق بعد هجوم سبتمبر (فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -
عندما تعرضت منشآت "أرامكو" السعودية في بقيق وخريص لهجمات في 14 سبتمبر/ أيلول الماضي، وتبنّاها الحوثيون، نشرت مواقع إخبارية إيرانية مقطع فيديو لقائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، على الإنترنت، يمتدح فيه "أنصار الله" في اليمن. وما هي إلا أشهر قليلة، حتى بات العالم يتحدث عن احتمالات الانتقام الإيراني عبر وكلاء إيران في اليمن، رداً على اغتيال الولايات المتحدة سليماني. وكغيرها من المدن العربية التي تحولت ساحة لصراع عسكري وسياسي مرتبطة بإيران، كانت صنعاء بالنسبة إلى سليماني العاصمة العربية الرابعة التي تلحق بنفوذ إيران، وركز في خطاباته على محورين: الأول، اعتبار أن ما حدث فيها، من سيطرة للحوثيين الذين كان نفوذهم ينحصر في أقصى الشمال، انتصاراً استثنائياً لمشروع "الثورة" التي تتبناها إيران. أما البعد الآخر، فكان الهجوم على التحالف بقيادة السعودية، والتشديد على أن الأخيرة لن تحقق ما تريد.

لقي خبر اغتيال سليماني ردود فعل منددة لدى الحوثيين ودعوات إلى الانتقام. السؤال الجوهري في السياق: ما الذي يمكن الحوثيين فعله، إذا ما اختارت طهران الرد على الضربة الأميركية عبر دفع أذرعها في المنطقة إلى تحركات عسكرية، وخصوصاً أن اليمن بالنسبة إلى إيران أبرز ساحة اختبرت حلفاءها فيها، خلال السنوات الماضية، وتبنوا هجمات غير مسبوقة ضد السعودية، خلال العام الماضي. في الواقع، وبالنظر إلى تصريحات الحوثيين خلال الأشهر الماضية، بدا واضحاً أن الجماعة أحوج ما تكون إلى فترة تهدئة، الأمر الذي عبّرت عنه قياداتها مراراً وتكراراً منذ إعلانهم وقف الهجمات ضد السعودية، في 20 سبتمبر الماضي. ومع ذلك، فإن هذه الحاجة قد تكون تغيرت بالنسبة إلى طهران، بعد أن رفعت الراية الحمراء، وأشار مسؤولوها إلى أنهم يتدارسون أو ينسقون للرد مع حلفائهم في المنطقة من بغداد إلى صنعاء. يبدو اليمن بالنسبة إلى إيران أبعد من أن تطاول الأخيرة نيرانه المشتعلة، على عكس العراق الملتهب على حدودها، وما يجب التنبيه إليه في السياق، أن أي تصعيد يبقى مجهول العواقب في ظل التوتر الذي تعيشه المنطقة، واليمن لا يحتاج إلى مزيد من الأسباب في الحرائق المشتعلة، منذ اجتياح الحوثيين لصنعاء قبل أكثر من خمس سنوات.
المساهمون