رحبت الحكومة السودانية اليوم السبت، بمبادرة رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، للتوسط بينها وبين المتمردين في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وقال رئيس وفد الحكومة للتفاوض مع الحركة الشعبية شمال السودان، فيصل حسن إبراهيم، في تصريحات صحافية، إن الحكومة تدعم جهود سلفاكير في توحيد فصيلي الحركة الشعبية التي انشقت مع بداية العام الحالي؛ الأول يقوده عبد العزيز الحلو، والثاني يقوده مالك عقار، مشيراً إلى أن تحقيق السلام في المنطقتين سيسهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي، ويدعم كذلك العلاقة بين السودان وجنوب السودان.
وجاءت تصريحات إبراهيم، بعد يوم واحد من زيارة قام بها لجوبا، واجتمع خلالها مع سلفاكير ميارديت.
وتأتي مبادرة سلفاكير بعد نحو شهرين من نجاح الخرطوم في جمع فرقاء الأزمة في جنوب السودان، وإقناعهم بالتوصل إلى اتفاق سلام نهائي في الدولة الوليدة، لتكون وساطة كير أقرب لرد الجميل للخرطوم.
وقال إبراهيم، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب مساعد رئيس الجمهورية، إن سلفاكير عرض الوساطة عليه خلال رحلته إلى جوبا يوم الجمعة.
وتحتفظ الحركة الشعبية لتحرير السودان، الحزب الحاكم في جنوب السودان، بعلاقة تاريخية مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، وكانتا في الماضي جسمًا واحدًا، قبل أن يفرق بينهما انفصال الجنوب.
وتقاتل الحركة الشعبية (قطاع الشمال) القوات الحكومية منذ عام 2011، للمطالبة بوضع خاص لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، غير أن وقفاً لإطلاق النار تم الاتفاق عليه خلال السنوات الأخيرة، والتزمه الطرفان، ألقى بظلال إيجابية على الوضع الأمني هناك.
إلى ذلك، جدد فيصل حسن إبراهيم، في تصريحات صحافية اليوم، التزام الحكومة السودانية بتحقيق السلام في المنطقتين كهدف استراتيجي تسعى لتحقيقه، على أن تجرى المفاوضات السياسية حوله بالتزامن مع المناقشات حول تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين ومع الترتيبات الأمنية.
وتحدث إبراهيم لأول مرة، عن الاجتماعات التي جرت في جنوب أفريقيا بين وفد حكومي ووفد من جانب الحركة الشعبية، قاده زعيمها عبد العزيز الحلو. وأشاد إبراهيم بموقف الحلو خلال المباحثات، الذي أكد فيه وحدة السودان، مشيرًا إلى أن وفد الحكومة وافق على نقاش المسار السياسي، معلناً مفاوضات أخرى ستجري بين الطرفين في شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل.