بات من شبه المؤكد توصل رئيس دولة جنوب السودان، سيلفاكير ميارديت، إلى اتفاق مع زعيم المتمردين، رياك مشار، خلال جولة التفاوض التي تجري بين الطرفين في العاصمة السودانية الخرطوم، هذه الأيام.
وبحسب مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن الوسطاء من الجانب السوداني، ومن جانب منظمة "إيغاد"، فضلوا اليوم الثلاثاء، عدم الكشف عن تفاصيل الاتفاق حتى لا يؤثر ذلك في عمليات التفاوض، التي تجري بالتزامن مع فصائل مدنية وعسكرية في جنوب السودان، يراد لها أن تكون جزءاً من عملية سلام شاملة.
وأفادت المصادر بأن الجانبين تسلما أمس مسودة اتفاق مبادئ حول النقاط الخلافية في مجال تقاسم السلطة والترتيبات الأمنية خلال فترة انتقالية يتفق على مدتها، ثم اللجوء إلى الانتخابات لإختيار الحكومة، وأن الطرفين أبديا ردّ فعل إيجابيا على المقترحات من المنتظر أن تتحول إلى صيغة اتفاق يوقع عليه يوم غد الأربعاء.
وفي السياق، أمر الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم، خلال مخاطبته جلسة التفاوض، بفتح الحدود مع جنوب السودان ضماناً لانسياب حركة التجارة والمواطنين بين البلدين.
وأغلق السودان حدوده مع الدولة الوليدة حديثاً أكثر من مرة، بخاصة خلال فترات بروز توترات بين البلدين، والتي تأتي غالباً عقب اتهامات متبادلة بدعم كل دولة متمردي البلد الآخر.
وجدّد البشير تعهدات حكومته ببذل مزيد من الجهد لإنجاز اتفاق سلام حقيقي في دولة جنوب السودان، مشيراً إلى أنهم سيطرقون كافة الأبواب التي تقود إلى ذلك الهدف، الذي شدد على أنه سينهي معاناة مواطني الجنوب، بخاصة اللاجئين الذين يوجد منهم نحو مليوني شخص في السودان، بحسب تقديرات البشير.
من جهته، جدد رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، الإشادة بمساعي الرئيس البشير لتحقيق السلام في بلاده، مؤكداً ثقته في البشير الذي عمل نائباً أولاً له قبل الانفصال في العام 2011، لإكمال المهمة.
وفي حديث هو الأول له منذ بدء المفاوضات أمس الإثنين، كشف زعيم المتمردين، رياك مشار، عن تسلمه في وقت متأخر من مساء أمس مسودة اتفاق مقترحة، وأنه لم يطلع عليها بشكل جيد، طالباً إمهاله 48 ساعة للتباحث مع بقية الفصائل قبل التوقيع عليها.
وأضاف الوزير السوداني، الذي تستضيف بلاده مفاوضات بين الطرفين المتصارعين في جنوب السودان، أنه "تمّ التوصل إلى بعض النقاط المتفق عليها، سيتم التوقيع عليها صباح الأربعاء"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
وأطلق الرئيس السوداني عمر البشير مبادرة لجمع الرئيس سلفاكير بزعيم المعارضة رياك مشار في الخرطوم، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب المستمرة في جنوب السودان منذ العام 2013.
يذكر أن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا استضافت، يوم الخميس الماضي، قمة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا "إيغاد" حول تحقيق السلام في جمهورية جنوب السودان، بحضور البشير ورؤساء دول وحكومات المنظمة وممثلي المعارضة في جنوب السودان.
وبحثت القمة تنفيذ اتفاقية السلام التي وقعتها حكومة جنوب السودان والمعارضة في أغسطس/آب 2015، ووضع زعيم المعارضة رياك مشار، ومقترح فرض عقوبات على الأطراف التي تعرقل عملية السلام.
واندلعت مواجهات في أغسطس/آب 2016، أدّت إلى انهيار اتفاق السلام في جنوب السودان، المبرم في أغسطس/آب 2015، والذي أتاح لمشار أن يتولى مجدداً منصب نائب سلفاكير، ويعود إلى جوبا. وبعد المعارك هذه، اضطر مشار إلى الفرار من بلاده. وهو موجود حالياً قيد الإقامة الجبرية في جنوب أفريقيا، لكنه ما زال يمارس نفوذاً على حركته.