وقف الطفل، أسامة الحتو، (12 عاماً)، خلف صور لأسرى فلسطينيين، مكبلاً يديه بقيود حديدية، ليلفت الانتباه إلى ما يعانيه الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والذين باتوا عرضة لمضايقات إسرائيلية تهدف إلى قتلهم تدريجياً وهم في مقابر الأحياء.
وشارك الحتو في سلسلة بشرية نظمتها جمعية "واعد" للأسرى والمحررين، اليوم الأحد، بدأت من وسط شارع الجلاء، الواصل بين وسط مدينة غزة وشمالها، حتى نهايته، تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين القابعين خلف أسوار السجون الإسرائيلية.
وحمل المشاركون في السلسلة البشرية الأعلام الفلسطينية وصوراً لمئات الأسرى بجانب لافتات تطالب بحريتهم، مثل "أسرانا البواسل، الحرية باتت قريبة"، "المقاومة ستصدق الوعد وستحطم قيودكم عما قريب"، "على العالم أن يوقف جرائم الاحتلال بحق الأسرى".
ويبلغ عدد الأسرى نحو 6500 أسير، موزعين على نحو 22 سجناً ومعتقلاً إسرائيلياً، منهم 478 أسيراً محكوماً عليهم بالسجن مدى الحياة، و30 أسيراً أمضوا أكثر من 20 عاماً في السجن، ومثلهم من يعاني من ويلات السجن قبل توقيع اتفاقية أوسلو بين السلطة الفلسطينية والاحتلال عام 1993.
أما الحاج جمال يونس، والد الأسير محمد، فطالب بتخفيف حجم المعاناة التي يلقاها أهالي الأسرى في أثناء زيارة ذويهم في سجون الاحتلال، والتي تبدأ بالانتظار منذ ساعات الفجر الباكر عند مقر الصليب الأحمر، مروراً بمرحلة التفتيش الدقيق عند معبر بيت حانون، وصولاً إلى المضايقات الإسرائيلية قبل الدخول إلى غرفة الزيارة.
وقال يونس لـ "العربي الجديد" إن إعلان "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس" عن وجود أربعة أسرى من جنود الاحتلال لديها، أعاد الأمل لأهالي الأسرى بقرب رؤية أبنائهم بعيداً عن قيود الاحتلال، وتحديداً الأسرى المحكومين بالسجن مدى الحياة.
بدوره، أوضح الأسير المحرر، أيمن الشروانة، لـ "العربي الجديد"، أن إدارة السجون الإسرائيلية لا تستجيب لمطالب الأسرى إلا بخطوات تصعيدية واحتجاجية تهدف إلى تحسين شروط حياة الأسرى الإنسانية والعامة داخل غرف الأسر.
وشدد الشروانة على أهمية فضح انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين، ومساندتهم بمختلف الوسائل المتاحة وبشكل مستمر بعيداً عن الأنشطة التضامنية المؤقتة أو الموسمية.
ويتعرض الأسرى الفلسطينيون لسلسلة من الانتهاكات والإجراءات القمعية على أيادي السجانين الإسرائيليين، كالحرمان من الزيارة وفرض الغرامات المالية، والتفتيش التعسفي في جنح الليل والمنع من إكمال التعليم، وكذلك الإهمال الطبي، بجانب التنقلات المستمرة للأسرى بين السجون.
من جانبه، ذكر مدير جمعية "واعد" للأسرى والمحررين بغزة، عبد الله قنديل، لـ "العربي الجديد"، أن مؤسسات حقوق الإنسان الدولية مطالبة بالتدخل العاجل والفاعل لحماية الأسرى وإجبار الاحتلال على الالتزام بالمواثيق الدولية، التي أكدت على حقوق الأسرى وأهمية توفير متطلبات الحياة الكريمة لهم.
وأشار قنديل إلى أن الأطفال في مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة يتعرضون منذ أشهر طويلة لانتهاكات إسرائيلية، فاقت كل الحدود وخالفت جميع الأعراف الدولية الحقوقية، إذ وصلت اعتداءات الاحتلال إلى حد إعدام الأطفال بدم بارد واعتقالهم بشكل عشوائي.
وصعّدت قوات الاحتلال منذ اندلاع الهبة الشعبية، في مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من حملات الاعتقال التي تستهدف الأطفال الفلسطينيين، في مخالفة صريحة لكل المواثيق الدولية التي أكدت حقوق الطفل ومنعت التعرض له أو اعتقاله، إلا في أضيق الحالات، وبما يضمن عدم إلحاق الأذى به جسدياً أو نفسياً.