تعرّض العديد من المهاجرين، وخصوصاً البولنديين والمسلمين، لاعتداءات عنصرية عقب الاستفتاء الذي انتهى إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وضمت مظاهر العنصرية كتابات على الجدران في أنحاء عديدة من البلاد تطالب البولنديين بالرحيل عن بريطانيا، ما أدّى إلى تدخّل الشرطة في إحدى الحوادث للتحقيق في كتابات عنصرية على مبنى "الجمعية الاجتماعية والثقافية البولندية" غرب لندن، صباح الأحد الماضي.
وتعرّضت نساء وفتيات مسلمات لإهانات عنصرية، وعبّر بعضهنّ عن الشعور بالغربة على الرغم من ولادتهنّ في بريطانيا، وقالت شادية، مسلمة مولودة في بريطانيا، إنّها من بين الذين ناضلوا من أجل البقاء في الاتحاد الأوروبي، لكنّها تعرّضت للطرد من هذه البلاد، وفق ما ذكرت صحيفة "بيزنس تايمز". قيل لي: "احزمي حقائبك وعودي إلى بلادك".
بدورها، حذّرت سعيدة وارسي، السياسية البريطانية من أصل باكستاني والعضو السابق في حزب المحافظين، من الإهانات العنصرية وتوقيف الناس في الشوارع ودعوتهم إلى مغادرة البلاد، بعيد صدور نتيجة الاستفتاء، مشيرة إلى أنّ الأجواء في الشوارع لم تعد مريحة.
وفي منطقة غلوستير جنوب غرب بريطانيا، قال ماكس فرياس، إنّه كان مع ابنه في السوبر ماركت حين بدأ رجل أبيض بالانفعال في طابور الانتظار، قبل أن يبدأ بالصراخ: "هذه إنكلترا الآن، وعلى الأجانب أن يغادروا خلال 48 ساعة، وراح يستجوب الواقفين في الطابور ويسأل كل واحد منهم: هل أنت أجنبي؟ واقترب من رجل أمامه، وسأله: هل أنت إيطالي أو روماني؟ فأجابه: أنا إنكليزي.
ويعمل "فرياس" كمستشار بولندي في مشاريع تعليمية أوروبية، ويعيش في لندن، لكنّه يبدي قلقه بشأن هذه الحوادث وما يمكن أن يتعرّض له هو وأمثاله من الذين انتقلوا من الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا.
وفي أحدث الهجمات العنصرية في بريطانيا، تعرّض اليوم، متجر "جزّار حلال" لقنبلة حارقة أصابت أحد العمّال الذي تمكّن من الفرار، بينما التهمت النيران المكان. في حين قالت الشرطة إنّها قبضت على الرجل الأبيض بعد مشاهدة كاميرات الفيديو التي سجّلت الحادثة، حيث دخل إلى المتجر ورمى زجاجة مشتعلة.
وأفاد السكّان المحليّون أنّه لا شك لديهم من أنّ الهجوم يرتبط بنتيجة الاستفتاء التي أثارت سلسلة من الحوادث العنصرية في جميع أنحاء البلاد.