وقال سلامة، في مؤتمر صحافي، مع أبو الغيط، في مقر الجامعة بالقاهرة، إنّه لا يؤيد إجراء انتخابات في ليبيا "تفاقم الأزمة"، معتبراً أنّ الأزمة "بحاجة إلى تسوية تاريخية شاملة".
واتفق سلامة مع أبو الغيط، على أهمية "أن يكون الملتقى الجامع الوطني على الأراضي الليبية، مشيراً إلى أنّ "الملتقى لم يؤجل ولكن لم يحدد له تاريخ بعد".
ويرتقب انعقاد الملتقى الوطني الليبي الجامع، وهو أحد بنود خارطة طريق أعلنتها الأمم المتحدة، منذ أقل من عامين.
وذكر سلامة أنّه "سيتم تحديد موعد عندما تنتهي التحضيرات، ويكون هناك مستوى عال من التفاهم بين الأطراف قبل الاجتماع وهذا ما نعمل عليه".
ورداً على سؤال حول تصوره لمستقبل الانتخابات الليبية، أجاب، وفق ما أوردت "الأناضول": "الليبيون يريدون انتخابات ونحن نقول مرحباً بالانتخابات والانتخابات النيابية آن أوانها"، مستدركاً بالقول: "نريد انتخابات في أسرع وقت، لكن يجب أن تكون حلاً لمشكلة وليس تفاقماً للأوضاع بليبيا".
وكان سلامة استبعد، خلال تصريحات صحافية، الشهر الماضي، إجراء انتخابات رئاسية في ليبيا، خلال الربع الأول من العام الحالي، بسبب غياب دعم دستوري، مبدياً أسفه حيال "مماطلة مجلس النواب في إعداد مشروع الدستور وعرضه للاقتراع، والذي يحدد صلاحيات الرئيس بشكل واضح".
وأوصى مؤتمر باليرمو بإيطاليا حول الأزمة الليبية، العام الماضي، بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ربيع العام 2019.
إلى ذلك، قال السفير محمود عفيفي، المتحدّث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة، في تصريحات صحافية، إنّ أبو الغيط وسلامة "اتفقا على أهمية الاستمرار في جهود بناء الثقة بين الأطراف الليبية، وتشجيعها على تجاوز خلافاتها، والتوافق على الخطوات والإجراءات والقواعد اللازمة لتنظيم الاستحقاقات المتبقية، وفق الإطار العام للاتفاق السياسي الليبي".
وأضاف عفيفي أنّ أبو الغيط "جدّد دعم ومساندة الجامعة العربية لخطة العمل الأممية، والمسار السياسي الذي يرعاه المبعوث الأممي للخروج بتسوية ليبية – ليبية خالصة، تنهي حالة الانسداد السياسي والانقسام القائم في البلاد، وتتوج بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية على أسس دستورية سليمة، يرتضي الجميع بنتائجها ويحترم المؤسسات التي ستفضي إليها".
وأوضح المتحدث الرسمي أنّ "أبو الغيط أعاد التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل جذري وشامل ودائم لمشكلة المليشيات المسلحة التي تعمل خارج سلطة الدولة، وتمثل تهديداً لسلامة وسيادة الدولة الليبية".
وأشار إلى أنّ أبو الغيط وسلامة اتفقا كذلك على "أهمية مواصلة التعاون والتنسيق القائم بين الجامعة العربية والأمم المتحدة وبعثتها للدعم في ليبيا في المرحلة المقبلة، كما أبديا تطلعهما لمواصلة هذا العمل المشترك في إطار المجموعة الرباعية المعنية بليبيا، والتي تجمعهما مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، والتي يجري الترتيب لانعقاد اجتماعها المقبل في سياق التشاور المؤسسي بين المنظمات الأربعة تحت مظلة هذه الآلية".
وقف الحسم العسكري
من جهة أخرى، قال مصدر دبلوماسي مصري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "سلامة حضر إلى القاهرة للقاء المسؤولين المصريين عن الملف الليبي، في الخارجية والمخابرات العامة، لبحث سبل السيطرة على محاولات حسم الأزمة عسكرياً، من جانب معسكر الشرق الليبي الذي يقوده خليفة حفتر قائد القوات الموالية لمجلس النواب".
وأضافت المصادر أنّ "هناك حالة من التخوّف، لدى الأطراف الدولية الفاعلة وعلى رأسها الأمم المتحدة، بشأن عمليات الاستقطاب لقادة المجموعات المسلحة، ومحاولة معسكر شرق ليبيا حسم الأزمة عسكرياً، عبر دخول العاصمة طرابلس، وهو ما ينذر بكارثة ستصعب السيطرة عليها، في ظل حالة الانفلات الكبرى التي تشهدها ليبيا".
وكانت مصادر مصرية وليبية قد كشفت، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، عن خلافات مصرية إماراتية بشأن تطورات الأوضاع على الأراضي الليبية، حيث تدعم أبوظبي حفتر بشأن حسم الصراع عسكرياً، ودخول واقتحام العاصمة طرابلس، وهو ما لا تفضله القاهرة، خشية انفلات الأوضاع من جهة، وكذلك خوفاً من الغضب الدولي الذي سيواجه تلك الخطوة، من جهة أخرى".
وتسيطر قوات حفتر على المناطق الشرقية من ليبيا، بينما تتمتع حكومة "الوفاق الوطني" في طرابلس برئاسة فايز السراج، والمعترف بها دولياً، بالشرعية في البلاد.